ثمن عدد من رجال الدين وخبراء السياسة في مصر أهمية القمة السعودية - الأمريكية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدة، مؤكدين أن القمة جاءت في توقيت حاسم للتعاون المشترك في كثير من الملفات على مختلف الأصعدة،وأنها تأتى تأكيد على الامتداد والعمق التاريخي الذي تتسم به العلاقات المتينة والقوية بين البلدين،مشيرين إلى أن حوار الحضارات التي تبناها الملك عبد الله من قبل كانت محور اللقاء بين الطرفين لأهمية الموضوع،وهى القضية التي تبناها الرئيس اوباما عقب توليه المنصب وأشاد بها لكونها ذات أهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم من صراعات،كما كانت محور اهتمام اوباما أثناء زيارته للملكة قبل إلقاء خطابه الشهير بجامعة القاهرة. قال الدكتور عبد الله الحسيني رئيس جامعة الأزهر إن تحركات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هدفها الأمة العربية والإسلامية،وقال إن الملك عبد الله أول من أيقن أهمية حوار الحضارات بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة،وهو الأمر الذي تبناه الرئيس الامريكى اوباما أكثر من سلفه لأهمية الحوار الذي يهدف إلى إشاعة السلام ومكافحة ثقافة الكراهية والعنف و احترام الآخر وحفظ مصالحه وخصوصياته،وقال إن خادم الحرمين الشريفين بفطنته أيقن أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً فكرياً،وأضاف أن مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية كثيرة،فقرن الأقوال بالأفعال فقدم مبادرته للسلام في الشرق الأوسط التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م التي كانت أيضا محور اهتمام خادم الحرمين الشريفين مع اوباما،ومبادرة الطاقة من أجل الفقراء في دعم المنظمات المعنية بمكافحة الفقر على المستوى العالمي، ودعم صناديق الأممالمتحدة الائتمانية وصندوق الأممالمتحدة للطفولة،ودعم هيئات الإغاثة الدولية في مواجهة الكوارث. "مبادرات الملك عبد الله" وقال د. الحسيني أن مبادرات الملك عبد الله وحكومته هدفها إثراءً مبدأ المسؤولية المشتركة تجاه حاضر ومستقبل الإنسان مع زعماء دول العالم خاصة أمريكيا بصفتها الراعي الرسمي لعملية السلام في المنطقة،كما أن حوار الحضارات رسالة من المملكة إلى العالم مفادها أن الحوار الإنساني بين الأديان والترابط بين الحضارات والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب والتحرر من الفقر والجوع والمرض والجهل والفساد يعد من أولويات حقوق الإنسان،وأضاف أن الحوار بين الحضارات أمر ضروري وملح إذ لولا الحوار لأمكن سيطرة الواحد على الآخرين وتصبح الكلمة للقوي على الضعيف وكل ذلك يقود إلى حروب ومصادمات،وقال إننا كمسلمين لا زلنا نمد أيدينا للحوار الصادق وهذا أمر موثق منذ القدم والقرآن العظيم كله بني على الحوار حتى المشركين رد عليهم القرآن بالحوار،وقال إن الإسلام يعترف بكل الأديان ويدافع عنها والحوار أصبح ضرورياً ولا يمكن لحضارة أن تتفاعل مع الحضارات الأخرى بدون الحوار . "إنهاء النزاعات الطائفية" وأضاف الدكتور عماد جاد الخبير الاستراتيجي بمركز دراسات الأهرام أن هدف خادم الحرمين الشريفين من لقاء الرئيس اوباما هو وضع الجميع أمام مسئولياته،وأضاف أن الحوار يعنى إنهاء النزاعات الطائفية في العالم،والولاياتالمتحدة تؤكد التزامها بأهمية حوار الحضارات لإنهاء الخلافات الطائفية في العالم،كما أن الإدارة الأمريكية تدعم الحرية الدينية التي يتضمنها ميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان،وقال إن مبادرة الملك عبد الله من حوار الحضارات هو إنهاء النزاعات والحروب والصراعات وبؤر التوتر التي تهدد السلام الإقليمي والعالمي،ومواجهة الأزمات الحادة التي تهدد العالم،وإقامة سلام عادل ودائم لخير الشعوب على الصعيد الإقليمي والدولي،مشيراً إلى انه لا يوجد احد يقلل من أهمية الجهود التي تبذلها الأوساط الأمريكية في المنطقة، إلا أن هناك مطبات في الطريق، وقال أمامنا أمل في تحقيق قفزات في مسار السلام،وهو الأمر الذي يتبناه الملك عبد الله في زيارته لواشنطن. وقال جاد إن حوار الحضارات مع الرئيس اوباما يأتي بعد تعاظم ظاهرة القلق من العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين،منوهاً أن الملك عبد الله يهدف لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها برسم صورة جديدة للفكر البشري في العالم نحو التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها،وإيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الديانات لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها والعمل على حل الاختلافات بروح الإنسانية التي يتبناها الملك عبد الله في جولاته الخارجية ويؤكد عليها بعيدة عن التعصب والتطرف،والسعي إلى عالم تسوده قيم العدالة والإنسانية،موضحاً أن البشرية تعاني من أزمات سياسية وانفجارات اجتماعية وهجرات سكانية وتناقص في الموارد الطبيعية، ودمار متواصل للبيئة وارتفاع في وتيرة العنف والغلو،وقال إن الحوار بين الحضارات يسهم في تثبيت السمة الرئيسية للثقافات الإنسانية،كما أن حوار الحضارات أصبح من القضايا التي تملأ الدنيا وتشغل الناس،وهناك تساؤلات شتى تدور حول السبب الذي جعل من هذه القضية مشكلة تنشغل بها مراكز الأبحاث العالمية والدوائر السياسية، والمثقفون في مختلف أرجاء المعمورة،لأهميتها السياسية بعد أن تبناها الملك عبدا لله كرئيس لأكبر دولة إسلامية في المنطقة. "دعوة للتعايش والحوار" وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار هي نظرة لقضايا المستقبل وتعبير عن إرادة الحضارات المعاصرة لمعالجة القضايا الهامة التي من بينها صراع الحضارات،وقال إن الملك عبد الله بدوره الريادي في المنطقة وضع الرئيس اوباما وإدارته خلال زيارته لواشنطن بوضع الجميع للاهتمام بتلك القضية الشائكة،وتوجت جهود خادم الحرمين الشريفين في التأسيس لحوار عالمي بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات،موضحاً أن الولاياتالمتحدةالأمريكية يملؤها الأمل بأن في إمكان الملك عبد الله فعل الكثير لتحقيق السلام في المنطقة بأسرها،وقال إن الولاياتالمتحدة لا يمكنها صنع السلام لوحدها وتحتاج لأصدقاء أقوياء من بينها المملكة ،وقال إن الكثير من الناس في العالم يعولون على الملك عبد الله ويتفاءلون بنهجه وإستراتيجيته. وأضاف د. نافعة المملكة تؤكد على الدوام أنها صوت عدل نادت به على لسان قائدها نحو القيم الإنسانية والأخلاقية،وقال إن حوار الحضارات الذي تنتهجه هدفه دعوة للتعايش والحوار العاقل والعادل،لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته وتعزيز قيم الأخلاق،وأضاف أن الملك عبد الله مازال يكتسب يوماً بعد يوم احترام وتقدير قادة دول العالم والعلماء من الدول الإسلامية وغير الإسلامية كافة لسعيه المخلص نحو السلام والاستقرار في العالم،وقال إن الملك عبد الله يريد من حوار الحضارات الانتقال به إلى العالمية ونشر ثقافة الحوار وتعزيز أهدافه ومؤسساته .