يقف متحف «ألمع» الدائم للتراث -40 كيلومترًا غرب مدينة أبها- محافظًا على تراثه المعماري البالغ الإسراف في فلسفة التماسك ليشكل عودة إلى صحوة الحياة وإلى ذاكرة الزمن الغابر لتكون بلدة رجال بمحافظة رجال ألمع موقع المتحف وجهة سياحية خاصة لمن يبحث عن موجز لحياة تقع بين المعاناة والرفاهية، وتصب في حضارة رائدة ومتميزة وتعود قصة إنشائه إلى عام 1985 ميلادي حين طرح أهالي ألمع اقتراحًا لإنشاء متحف يضم تراث المنطقة بعد تزايد الهجرة إلى المدن وتناقص عدد السكان بشكل سريع وإبقائهم لكل مستلزماتهم من الأثاث والسلاح والأدوات الشخصية والمهنية في بيوته. من جانبه وصف الباحث والأديب محمد حسن غريب بدايات المتحف بالعفوية مؤكدًا أن رحلة المتحف بدأت من قصر آل علوان حيث تم تشكيل فريق من رجال ونساء ألمع للقيام بأعمال ترميم القصر ونقش القصر بأشراف السيدة الألمعية «فاطمة علي أبو قحاص» الذي وافاه الأجل المحتوم قبل شهر (رحمة الله عليها).. خبيرة الزخرفة في ألمع والبالغة من العمر (90) عامًا) وتبرعت النساء بحليهن من الفضة وبعض مدخراتهن من الزينة فيما سعى أبناء ألمع لتقديم ما يحتفظون به من أدوات وأسلحة وأثريات هدية لتحقيق الحلم فيما ساهم البقية بالمال لشراء كثير من القطع الأثرية وتبع ذلك ترتيب محتويات المتحف وتجهيز الساحات المجاورة وبعد اكتمال العمل في عام 1987 ميلادي افتتح المتحف ليبدأ في ممارسة دوره كقناة ثقافية سياحية منذ ذلك الحين مع استمرار بعض المهتمين بتزويد المتحف بالمقتنيات. ويضم المتحف أكثر من (2800) قطعة تراثية و(500) كيلوجرام من المصوغات الفضية القديمة على أن الكم الكبير من المقتنيات في قصر مساحة حجراته غير كبيرة وغير موزعة بشكل يناسب متحف رغم أن الإضافات متواصلة والتجديد مستمر وما زال يخضع لدراسات تطوير وإثراء من قبل القائمين على الهيئة العليا للسياحة في ظل الفكرة الشاملة لمشروع جعل بلدة رجال بكاملها منطقة تاريخية وتراثية وسوقًا شعبيًا ومحطة استراحة وترفية. على الجانب الآخر تقع المكتبة التراثية وتضم المكتبة أكثر من (700) وثيقة ومخطوطة وسجلات وطوابع وعملات، وأشار الألمعي إلى قيام لجنة إشرافية وتنظيمية بإعادة تنسيق وتطوير المكتبة والوثائق لتكون في متناول الجميع عبر التصفح الآلي كما هو معمول به في المتاحف والمكتبات العالمية. ويزور المتحف وفود سياحية من أمريكا وفرنسا واليابان ومصر ودول الخليج ولاستمرار عمله والصرف على المتحف يستحصل مبلغ رمزي مقداره (10) ريالات عن الزائر بغرض استغلالها لأغراض التطوير، وتوفر الشركة الوطنية للسياحة عددًا من الحافلات بالتعاون مع شركة النقل الجماعي لإيصال الزوار من مهبط «التلفريك» إلى بلدة «رجال».