فشل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي أوشكت مهلة الأربعة أشهر التي منحتها لها الجامعة العربية للحكم على جدواها على الانتهاء، فشل تلك المفاوضات كان متوقعًا منذ الوهلة الأولى التي بدأت فيها في ظل استمرار إسرائيل ممارسة انتهاكاتها لأسس عملية السلام، وحيث لم تحقق تلك المفاوضات شيئًا يذكر حتى الآن وفق تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. لذا فإنه من غير المجدي تحويل تلك المفاوضات إلى مفاوضات مباشرة، خاصة مع مواصلة إسرائيل البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدس الشريفة الذي لم يتوقف لحظة واحدة خلال مهلة العشرة أشهر التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجميد الاستيطان دون أن يلتزم بها قط، وإنما عمد إلى استباق جولة ميتشل الجديدة، والزيارة المزمع أن يقوم بها إلى واشنطن الثلاثاء المقبل للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالإعلان عن طرد أربعة نواب مقدسيين أعضاء في المجلس التشريعي، وإصدار قراره بهدم 25 منزلاً في حي سلوان لإقامة ما يسمّى بالحديقة التوراتية في مكانها، واستصدار قرارًا آخر بإقامة فندقين كبيرين على جبل المكبر، وبدأ الاستيطان في فندق شبرد ومحيطه بما يعجل بتهويد كامل المدينة، وذلك رغم انتقادات الإدارة الأمريكية وعدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بهذه الإجراءات غير القانونية، ورغم تصريحات وزيرة خارجيته كاترين أشتون مؤخرًا التي أدانت فيها هدم المنازل العربية، وعدم شرعية بناء المستوطنات. الوضع الفلسطيني الراهن بكل تداعياته المحزنة يتطلب أكثر من مجرد الطلب من الإدارة الأمريكية ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل، لأنه بدون توحيد الجهد والرؤية الفلسطينية في مواجهة التحديات الإسرائيلية التي تزداد خطورة يومًا بعد يوم في ظل الانقسام الفلسطيني، فإن كل حديث عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس العربية يصبح بلا معنى، لأنه لا مجال لمثل تلك الدولة أن ترى النور طالما استمر الانقسام، ولا مجال لوقف مخطط التطهير العرقي في القدس بدون موقف فلسطيني موحد يعكس الإرادة الفلسطينية الحرة، ويعبر عن إصرار الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة.