أثارت مأساة الكفيفات الثلاث بقرية الفريشبالمدينةالمنورة مشاعر الكثيرين وهيّجت النزعات الإنسانية فى النفوس وبدأت قوافل الخير تطرق باب الكفيفات الثلاث بغية الوقوف على أوضاعهن وتوفير الحياة الكريمة لهن . وكان طاقم طبي من جمعية أطباء طيبة الخيرية المتنقلة قد قام أمس بزيارة لمنزل الكفيفات بقرية الفريش بصحبة أخصائيين اجتماعيين وقاموا بالكشف السريري على الحالات الثلاث وسط حضور كثير من محبي الخير والمتفاعلين مع هذه الحالة وقال رئيس الفريق الطبي الدكتور يحيى الجمال :قمنا بالكشف المباشر على كل الحالات ووجدنا ان الوضع خطير ومأساوي بما تحمله الكلمة من معنى فلم نتوقع ان هذه الحالات تصل إلى هذا المستوى من الانتكاس الصحي بالرغم أنني طبيب وتمر عليّ حالات كثيرة إلا أن هذه الحالات تركت في نفسي الشيء الكثير مما شاهدناه على الطبيعة واتضح بعد الكشف المبدئي بأن السيدة حشيمة الجدة وهي الأكبر سنا تعاني من مياه بيضاء في عينيها مما يصعب عليها رؤية الأشياء بدقة مما يستدعي إجراء عملية لإزالتها ولديها كسر قديم في الكتف الأيمن ويلزم تدخل أخصائي العظام بالإضافة إلى التهاب مزمن في فقرات الظهر وانحناء كبير في العمود الفقري نتيجة لتلك المضاعفات وتقدمها بالسن إلا أن نفسيتها تعد هي الأفضل بين الحالتين الأخريين زاهية الأشد سوءا وبالنسبة إلى الحالة الثانية وهي الكفيفة زاهية فهذه تعتبر أسوء ما شاهدناه فهي منكبة على وجهها ومتدثرة بعباءتها بحيث لم تسمح لنا بإخراج إصبع يدها لإجراء فحص لدمها ورفضت الحديث معنا تماما وهي تعاني من مرض نفسي مزمن أفقدها شخصيتها وثقتها بنفسها فهي لا تتحدث مع القريب ولا البعيد حسب ماذكرته لنا والدتها المسنة وهي تعاني من أمراض عديدة لم نستطع أن نتعرف عليها وكانت كلماتها معنا قليلة وأغلب الأحيان غير مفهومة واتضح أنها تستطيع الحركة تماما بالرغم من أنه ليس لديها إعاقة إلا أن الحالة النفسية المتردية أوصلتها إلى عدم الحركة فيجب عرضها على طبيب نفسي حتى نتمكن من الكشف عليها وتقديم العلاج لها نورة وفقدان البصر اما الكفيفة الثالثة فهي الشابة نورة فاتضح بعد الكشف عليها أنها تعاني من فقدان البصر الوراثي المؤثر على شبكية العينين بالإضافة إلى التخلف العقلي البسيط ولديها فقر حاد في الدم (الأنيميا ) وتعاني هي الأخرى من حالة نفسية إلا أننا نعتبرها أفضل من والدتها بمراحل لأنها سمحت لنا بالكشف عليها ويوصى بضرورة المعالجة النفسية لهن لأن وضعهن الصحي يعتبر سيئا لأبعد الحدود وأضاف المسؤول الإداري للعيادة المتنقلة يوسف الشاهان كنا في البداية عندما اطلعنا على موضوعهن من خلال صحيفة المدينة ظنا أن الأمر لا يخلو من المبالغة وبعد وقوفنا على الطبيعة والإشراف المباشر عى الحالات اتضح لنا أنه أكثر بكثير مما قرأناه حيث أننا كشفنا عليهن وكنا أقرب لهن منكم في الصحافة فالوضع محزن ويتطلب سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذ في حق هذه الأسرة المنكوبة. سكن وأثاث على صعيد الجانب الإنسانى تفاعل المجتمع مع حالة الكفيفات حيث تبرع رجل أعمال من منطقة الرياض بمنحهم سكنا في طيبة الطيبة شريطة أن يقيموا فيه إقامة دائمة وبالقرب من المرافق الصحية والخدمية التي تساعدهم على العيش بسلام. وعلى صعيد آخر قام أحد رجال الأعمال بالمدينة بتأثيث منزلهم تأثيثا كاملا وبصيانة كاملة للمنزل وتنظيفه بالمعقمات والمطهرات وإحضارشركة متخصصة في هذا المجال وتوفير من يقوم بخدمتهن من النساء .