يشيع عدد من القضاة والمسؤولين وأعيان مكةالمكرمة اليوم( الأربعاء) جثمان الشيخ علي بن مديش بجوي، بعد صلاة العصر إلى مقابر العدل بمكةالمكرمة. ووصف مفتى عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رحيل الشيخ علي بن مديش برحيل الأخ والصديق العزيز ،وقال إنني انصح ابناءه بتقوى الله وعدم التنازع وان يكونوا على قلب واحد وان يتخذوا أباهم قدوة لهم ، فقد كان محبا للخير كريما صاحب وجاهة. وقال سماحته: عليكم ان تتقوا الله فى انفسكم وأن يرحم كبيركم صغيركم ويوقر صغيركم كبيركم، وحذر أن لايدخل الشيطان بينهم اذ الحقوق معروفة، وطالبهم بان يسيروا على ماسار أبوهم عليه .. جاء ذلك خلال تقديمه واجب العزاء لأبناء الشيخ علي بن مديش بمنزلهم أمس . وقد تقدم أمس رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن حميد، المعزين وقام بتقديم واجب العزاء إلى أبناء الشيخ على بن مديش وقال: إن الشيخ علي، احد رموز القضاء بالمملكة. من جهته قال الشيخ أحمد بشير قاضي التمييز: إن الشيخ علي بن مديش، كان يتصف بالحلم والتواضع، وأشار إلى ان الشيخ حرص دوما الى حل النزعات العائلية التى ترد الى المحكمة بطرق سلمية،اذ يقوم بنصح الزوجين بعدم الطلاق حتى لا يكون الضحايا من الطلاق الأبناء.أما الشيخ الدكتور عبد العزيز الحميد عضو المحكمة العليا فقال:الشيخ علي بن مديش رجل اتصف بحب الآخرين وعمل الخير وكان له حضور متميز بكافة المجالات ويتصف -رحمه الله- بحسن العلاقة مع الجميع مع حضوره الأدبي وإحاطته فى كثير من القضايا الهامة وقد شارك فى عدد من القصائد المتميزة وإعطاء التصورية لما تحدث به. وقال الشيخ إبراهيم النجمي قاضي ديوان المظالم : إن الشيخ علي بن مديش -رحمه الله- من القضاة الذين يتمتعون بالبشاشة وحرص دوما الى تقديم العون للقاصي والداني ؛ اذ غلب على طبعه التسامح ومحبة من حوله من زملائه في السلك القضائي . الشيخ صالح بن عبدالله العساف قال: لمست من الشيخ علي، تواضعه وكان يوصي المدرسين بتأديب أبناءه إذ أخطؤوا، وأشار الى ان مديش كان محبا للأعمال الخيرية وكان لايتأخر في قضايا الصلح . من جهته قال نجله الشيخ اياس بن مديش القاضي بالمحكة الجزائية بجازان: تعلمنا من والدي حب الناس ومساعدة الاخرين ،وكان دوما يقول من تواضع لله رفعه فأوصانا بالتواضع للجميع، وقال:إن والدي كان يكره الكذب ويوصي ابناءه بقول الحقيقة . والشيخ على بن مديش بجوي ولد عام 1359ه بقرية الجاضع بجازان وتتلمذ على يد والده شيخ مشائخ بني شبيل الذي احتضن آنذاك المعلمين الذي قدموا مع الشيخ عبدالله القرعاوي فى بيته، والتحق بن مديش بالكتاتيب آنذاك حتى دخل الى مدرسة الشيخ ناصر خلوفه في المرحلة الابتدائية وبعدها تلقى تعليمه المتوسط في المدرسة الاميرية،وتخرج من المعهد العلمي عام 1379ه ليلتحق بكلية الشريعة بالرياض والتي تخرج منها عام 1384ه وتم تعينه ملازما قضائيا بمحكمة صامطة وعمل-يرحمه الله- ثلاثين عاما في القضاء تتدرج خلالها في عدة مناصب حتى صدر الأمر السامي بترقيته الى درجة قاضي تميز بمكةالمكرمة، وعمل الشيخ علي مديش، مستشارا بالديوان الملكي وعضو لمجلس الشورى في دورته الاولى. والشيخ لديه (17) ابناً و(20) بنتاً..وقد اهتم بالشعر النبطي وأصدر ديوانين باسم ( نبض القوافي).