* لا نختلف حول ما تلاقيه بعض الجاليات المسلمة في المجتمع الغربي من عنت ومشقة في سبيل الحصول على حقوقها المشروعة، إلاّ أنه يبدو أن بعض الوعاظ والدعاة الذين لا يعيشون معاناة هذه الجاليات يتسببون في عنت مماثل لإخوانهم في تلك الديار، وهذا ما حدث أخيرًا عندما قامت وزارة الداخلية البريطانية ممثلة في وزيرة حكومة المحافظين الجديدة - تيريزا - ماي - - وذلك بمنع الواعظ في التلفزيون الهندي - من دخول المملكة المتحدة على خلفية تصريحاته المتشددة، حيث نسبت صحيفة الديلي تلغراف الأسبوعية , 23-29-2010 إليه قوله بأن كل مسلم يفترض أن يكون إرهابيًّا، واصفًا رجل الشرطة البريطاني كذلك بأنه إرهابي. ** كما نُسب إلى هذا الواعظ قوله: بأنه إذا كان ابن لادن يقاتل أعداء الإسلام، فهو مناصر له -وكان بإمكان هذا الواعظ الذي سوف تضر تصريحاته بالمجتمع المسلم في الغرب- أن يختار شخصية مسلمة معتدلة ليستشهد بآرائها في موضوع العلاقة بين الغرب والإسلام ** ويبدو أن الواعظ لا يعي تحرير المصطلحات، فكلمة () ليست الكلمة المناسبة عند الحديث في وسائل الإعلام، أو في مواقع الإنترنت التي لا يحسن بعض الدعاة والوعاظ استخدامها، وبالإمكان أن يستخدموا بديلاً عنها كلمة «المقاومة» أو غيرها من العبارات ذات الدلالة المقبولة في أوساط المجتمع الغربي، الذي تتعاطف كثير من فئاته مع القضايا العربية والمسلمة، وقد شهدنا أخيرًا مظاهرات حاشدة في الشوارع البريطانية للاحتجاج على الفعل الإرهابي الذي أقدم عليه الكيان الإسرائيلي ضد أسطول الحرية، وشارك في هذه الاحتجاجات عدد من الرموز السياسية البريطانية مثل الوزير السابق توني بين ، بل إن النائب اليهودي الأصل جيرالد كوفمان هو نصير للقضية الفلسطينية داخل البرلمان وخارجه، والهجوم على اليهود على سبيل التعميم كما فعل هذا الواعظ وسواه يفقدنا أصواتًا داعمة لقضايانا داخل هذه المجتمعات وسواها، فهل يعي هؤلاء الوعاظ مسؤوليتهم؟!.