أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس أن أجهزة الأمن في محافظة عدن- جنوب اليمن- تمكنت من القبض على مجموعة من العناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم الذي تعرض له مبنى الأمن السياسي، المخابرات العامة، السبت الماضي. وقالت المصادر الأمنية أن عملية أمنية نوعية وخاطفة نفذتها أجهزة الأمن من خلال مداهمتها لأحد المنازل بعدن أدت إلى القبض على المتورطين أثناء اجتماع ضم عددا من العناصر المشتبه بها بناء على معلومات استخباراتية. وأوضحت المصادر أن عددا من تلك العناصر كانوا قد شاركوا في الجريمة الإرهابية التي استهدفت مبنى الأمن السياسي، السبت الماضي، وأودت بحياة 11 شخصاً بينهم 3 نساء وطفل، بالإضافة إلى تورطهم في عمليات إرهابية أخرى من بينها السطو على البنك العربي ونهب مائة مليون ريال بالاشتراك مع الإرهابي غودل محمد صالح ناجي الذي تم القبض عليه يوم الاحد الماضي، وأظهرت التحقيقات بأنه من العناصر الإرهابية الخطرة في تنظيم القاعدة. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن المصادر الأمنية قولها “أنه تم في عملية المداهمة القبض على كل من كانوا في الاجتماع، والذين وجد أن بعضهم ممن يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة، وان عملية المداهمة لمكان الاجتماع جاءت بناءً على الاعترافات التي أدلى بها الإرهابي ( غودل ) والذي كان قد ظهر بجانب القيادي في تنظيم القاعدة (محمد احمد عمير الكلوي) في أحد مقاطع الفيديو على شاشة قناة «لجزيرة» في شهر ديسمبر الماضي مهددا ومتوعدا بالانتقام لقتلى الغارة الجوية على المركز التدريبي لتنظيم القاعدة بالمحفد بأبين، حيث لقي ( الكلوي ) مصرعه صباح يوم الخميس 24 ديسمبر 2009م، في غارة لسلاح الجو اليمني استهدفت اجتماعا لقيادات القاعدة في وادي رفض بمحافظة شبوة. وقالت المصادر إن الإرهابي غودل محمد صالح ناجي أدلى باعترافات مهمة مكنت أجهزة الأمن من القبض على عدد من العناصر الإرهابية في حملات مداهمة لعدد من المنازل خلال اليومين الماضيين (الخميس والجمعة) كما تم ضبط وسائل مختلفة كانوا يستخدمونها في عملياتهم الإرهابية بما في ذلك السيارة التي استخدموها في عملية السطو على مبنى البنك العربي بعدن. وفي سياق متصل أفادت مصادر محلية في عدن ان هناك مساعيا من قبل عدد من زعماء قبائل جنوب اليمن لاحتواء الحرب الدائرة بين الجيش اليمني وعناصر تنظيم القاعدة في عدن، وأنهم شكلوا أمس لجنة لتحقيق ذلك، وأوضحت المصادر أن تشكيل اللجنة يأتي جراء اعتقاد الشيوخ بأن القاعدة لا تتورع عن استغلال الخلاف بين نظام الرئيس علي عبدالله صالح والحراك الجنوبي. وكانت الشرطة اليمنية اشتبكت فجر أمس الأول الجمعة مع مسلحين يشتبه في أنهم من عناصر تنظيم القاعدة في مدينة عدن، وألقت القبض على عدد منهم أثناء قيامها بعملية تفتيش بحثا عن مجموعة هاجمت مبنى للمخابرات. وأوضح مسؤول أمني «أن الاشتباكات اندلعت أثناء حملة مداهمة لأحد منازل أحياء خور مكسر بعدن في محاولة للقبض على مسلحين شنوا هجوما على مقر المخابرات في عدن السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا». وكانت الاشتباكات بين مسلحين والأمن في مدينة خور مكسر بعدن قد تجددت الجمعة على خلفية وفاة سجين يدعى «أحمد الدرويش»، الذي اعتقل في المسيرات التي شهدتها المدينة الخميس احتجاجاً على اعتقال 9 أشخاص على خلفية الهجوم المسلح الذي نفذه مسلحون على مبني الأمن السياسي بمدينة التواهي السبت الماضي.