أوضح الدكتور سليمان العقيل أستاذ قسم الاجتماع في جامعة الملك سعود ل”المدينة” أن اختلاف القيم والثقافات، والاختلاف في وجهات النظر بين المجتمع بسبب التطورات، وطريقة الزواج الحالية هي أحد أبرز أسباب التفكك الأسري المنتشر في الآونة الأخيرة. مشيرا إلى أن طريقة الزواج الحالية والتي تكمن في اختيار الفرد لشريكة حياته دون النظر إلى الحياة الاجتماعية لها، ورفضه لمشاركة أسرته في اختيار الزوجة الصالحة له، تعد من الأمور التي ظهرت على إثرها الكثير من حالات الطلاق والقضايا التي ملأت أرفف المحاكم وأدراجها. وأشار العقيل إلى أن انحراف الأفراد بسبب المخدرات وغيرها من الرغبات الشخصية وعدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية هي من عوامل انتشار التفكك الأسري، وتمثل بداية لبناء الخلافات الشخصية لدى أفراد الأسرة الواحدة. وأوضح أن قرار الزواج قرار اجتماعي لا يكون فقط بين الزوجين فهو بين أسرتين ، أو بين قبيلتين وعلى أساس ذلك يكون الخلاف بين الأسر والقبائل هذا من جانب، أما الجانب الآخر هو نظر الفرد إلى ما في أيدي الآخرين وهذا سبب الخلافات والطلاق. وأكد أن المجتمع قديما كان يحافظ على أبنائه وعلى عقله و مستواه الذهني ولم يكن هناك مدخل آخر يؤدي إلى انحراف الفرد حيث ظهرت في زمننا هذا المشكلات كان منها : المخدرات التي يصرف الفرد ماله عليها فيبدأ الفرد في البحث عن رغباته الشخصية ويبدأ التفكك السري وينسى أسرته وتبدأ مشكلات بناء الشخصية لدى الزوجة والأطفال فلا يستطيع الزوج الاهتمام في زوجته وأولاده. ونوه أن من أسباب التفكك الأسري عدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لدى الأسرة، فلا يتعلم الابن منذ الصغر على تحمل المسؤولية وينشأ ويكبر حتى يصل لسن الزواج مع عدم معرفته بالمسؤولية، وفي المقابل ممكن إن يكون هناك زوجة ليس لديها مسؤولية وان وجدت فإنها لن تستطيع الصبر على زوج غير مسؤول. وأكد إن المشكلة الحقيقية للتفكك الأسري هي عدم الخوف من الله وعدم الشعور بمحاسبة رب العالمين فنجد انتشار حقوق الأبناء وعقوق الوالدين وعقوق الأسرة. مشيرا الى أن مشكلة التفكك الأسري لا يوجد لها حل جذري إلى الآن ولكنه أشاد بضرورة البحث عن آليات جديدة لبناء شخصية الفرد فإن لم تكن الأسرة قادرة على تربية أبنائها فعلى المجتمع تولي ذلك. ونوه بضرورة وجود جهات تساعد على تربية الأبناء مثل مؤسسات اجتماعية او تفعيل المؤسسات مثل المدرسة ، والنادي ، والمسجد ، لتكون حافلة في تربية ونشأة المجتمع . بالتالي يجب تقليص المسألة الفردية في الحياة الاجتماعية وتذكر إن الحرية مفهوم له قوانين ومعايير محددة لا تهاجم حرية الآخرين.