بدأت منطقة نجران تقطف ثمار دعوة أميرها الى العفو والتسامح، حيث سجلت لجنة إصلاح ذات البين، التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران، امس الاول أول قضية عتق رقبة، عندما سعت بجهودها الخيرة بين الناس ليتحقق لها ما سعت إليه، و جسد مشهد الصلح الذي قاده مشعل بن عبدالله الكلمات التي قالها سموه عند تشكيل لجنة إصلاح ذات البين عندما قال “إن أهالي نجران جبلوا على المبادرة بالتدخل للإصلاح بين أهل الخصومات سواء من يعيشون فيها أو في مناطق أخرى ويساهمون بأموالهم وأنفسهم حسيا ومعنويا لدعم مبدأ التكافل في سبيل تحقيق الألفة والتسامح” . ولم تكن كلمات سموه بحق أهالي نجران مجرد كلمات عابرة بل إنها كانت تحكي واقعا ملموسا وصل صداه إلى الجميع ويدلل على ذلك الحشود البشرية التي توافدت منذ ساعات مبكرة جدا من صباح أمس الأول والتي زاد عددها عن 5000 شخص جاءوا ليسيروا على النهج الذي سنه وأمر به مشعل بن عبدالله في المنطقة وأرسى قواعد العفو والإصلاح في ضوئه وفي نفس الوقت ليتأكد للجميع الصدى الكبير الذي لاقته دعوة سموه الكريمة للصلح وحب أهالي المنطقة للعفو والصفح كما هي عادتهم. لقد كان منظر تلك الجموع الغفيرة وهي تسير باتجاه ورثة المقتول يطلبون العفو والتسامح أشبه ما يكون بسيل وادي نجران الكبير عندما يفيض من على السد الذي يحتجزه ولكن كانت همة الرجال والاقتداء بملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الذي دعا ولا يزال أيده الله يدعو للتسامح بين الجميع والعفو عند المقدرة وكذلك أمير المنطقة مشعل بن عبدالله هو ما حمل هؤلاء نحو فعل الخير والسير على طريقه حتى غدت تلك المساحة من الأرض مغطاة بالكامل بالوفود التي لم يعقها شيء تلبية لنداء مشعل بن عبدالله الذي سار ضمن تلك الحشود خطوة بخطوة وهو يردد أن يسمح ورثة المقتول ابتغاء لما عند الله وهو الأمر الذي قدره ورثة المقتول وقاموا بتلبية الدعوة المباركة من سموه ومن معه. وكان مشعل بن عبدالله يدرك أهمية لجنة إصلاح ذات البين عندما قام بتشكيلها وكان يدرك حب المجتمع النجراني للعفو والتسامح حتى خارج حدود المنطقة، لقد نجح مشعل بن عبدالله وبهمة صادقة وقلب كبير وبتكاتف جهود قبيلتي القاتل والمقتول وغيرهم ممن سعى للعفو في أن يؤكدوا أن نجران وأهلها سوف تكون مثالا يحتذى به في العفو والصفح وفي الوقت نفسه يتأكد للجميع أن مشعل بن عبدالله يحتل مساحة كبيرة في قلوب كل أهالي نجران ونجاح شفاعته دليل حاضر لن يغيب عن المجتمع بأسره وسوف يضاف إلى سجل الإنجازات التي بدأها سموه قبل نحو عام وما زالت تتدفق يوما بعد يوم.