الملك عبدالله يعي روح الإسلام ويستوعب مسؤوليته انطلاقاً من قيادته للمملكة قلب العالم الاسلامى .. وتأسيساً على ذلك يمكن فهْم مبادراته الداخلية والخارجية .. هذا ما أجمعت عليه النخبة فى الوسط الفكري الاسلامى بالشارع السوري . ثلاثة من العلماء والمفكرين السوريين التقت بهم (المدينة) واتفقوا على ان خادم الحرمين الشريفين قدم جهوداً موفقة لتصحيح صورة الإسلام لدى الآخر بتقديمه النموذج الاسلامى المعتدل الذي يعلي من شأن الوسطية. الدكتور محمد حبشي – عضو البرلمان السوري وإمام مسجد الرئيس حافظ الأسد ومدير مركز الدراسات الإسلامية بدمشق توقف طويلاً أمام مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين معتنقي الديانات السماوية، وقال: إنها أسهمت فى تصحيح صورة الإسلام في العالم أجمع .. ومن ثمّ سارع بتقديم خطاب اسلامى متسامح وأكد حبشى أن هذا الموقف المتسامح والعاقل لم يكن ردّة فعل لكنه قرارات صحيحة وترجمة واعية لرسالة المحبة التى كرّسها وأرادها القرآن الكريم. وفى جانب آخر رأى الدكتور حبشى فى إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( كاوست) أكثر من رسالة منها أن الإسلام لم يقف يوماً عقبة فى طريق تحصيل أحدث العلوم وتوظيف آخر التقنيات.. كما أن إتاحة الفرصة للمرأة للالتحاق بالجامعة فى إطار الضوابط الشرعية أكد حرص المملكة على إزاحة أى عوائق من طريق المرأة حتى تتبوأ مكانتها التي منحتها إياها الشريعة. أما الدكتور عبد السلام راجح خطيب جامع الشيخ محي الدين بن عربي بدمشق وأستاذ جامعي .فقال:حقيقة، ما يتبنّاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الفكر الدينى الصحيح الذى يظهر الدين الصحيح، وسماحته وانفتاحه على الآخر باعتباره نظيراً لنا في الخلْق أو أخاً لنا في الدين، وأضاف راجح بأن فكر خادم الحرمين يؤسس أيضًا لفكرة لقاء الحضارات بدلاً من صدامها هو فكر نابع من روح الإسلام لكنه احتاج دائماً إلى من يجلي عنه الصدأ، حيث يحتاج العالم اليوم لفهم الإسلام على حقيقته، انطلاقاً من قاعدته الإنسانية التي تسع العالم أجمع، وإن مزيَّة وأكذوبة اتهام الإسلام بالإرهاب هي قضية خارجة عن حقيقة هذا الدين السّمح الذي يدعو الى التآخي ونبذ العنف، وهذا ما تثبه الوقائع التاريخية. وتابع الدكتور راجح قائلاً:» لعل مبادرة السلام التي تبنّاها العالم العربي، والتي كانت بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين لهي أكبر دليل على أمة تنشد السلام، وتحب أن تبني مع الآخر الأرضية الإنسانية التي ينعم الجميع بالسلام فوقها وإن العالم أجمع يحتاج لفهم هذا النهج فهماً سديداً لنجد السلام وقد عمّ في أرجاء المعمورة .وقال:إن السلام بمفهومنا نحن أهل السلام لا يعنى أبداً الخضوع أو الاستسلام وإنما هو سلام مبني على ثوابت يقررها المنصفون والعقلاء، تؤكد على رد الحقوق واحترام الآخر وعدم التعدي على حرمات الآخرين . ويقول المفكر الاسلامى الدكتور عبد القادر كتاني: الواقع أن المتابع للأحداث ولمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يجد أن هذا الرجل أحد عمالقة الفكر الإسلامي، يتمتع بالوسطية والتنور،، ويعي روح الإسلام حقيقة، مما دعاه إلى تبنّي الحوار الحضاري والوسطية والتعايش السلمي بين الشعوب واتباع الأديان، وقد قام بتوجيه حكومته المظفرة نحو زرع ثقافة الحوار بين شباب وأبناء المملكة والعالم الإسلامي، بتعديل بعض المناهج الدراسية والقوانين الداخلية لتتلاءم مع توجيهاته الحضارية المتنورة .وقال واصفا خادم الحرمين الشريفين لقد عرفته عن قرب وكان لي شرف ان أعيش في المملكة وأسرتي عشرين عاماً، إنه يمتلك في أعماقه الفكرية ميلاً وسطياً إنسانياً ورغبة فى إزالة الاختلاف والصدام بين الشعوب والحضارات . ولذلك كان من أوائل من بادر بإطلاق مبادرات عدة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية لاعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين في العديد من المناسبات داخل المملكة في حواره مع رجال الفكر والعلماء والنخبة من السعوديين وخارجها من على المنابر الدولية في مدريد، ونيويورك على أن الإسلام يفرض احترام كرامة البشر، بقوله تعالى: { وَلقَد كَرمَنا بَني آدَم }والاهتمام بحقوق الإنسان وتعزيز الحوار والسلام والوفاء بالعهود والمواثيق وحماية حق الشعوب في العدل والحرية وتقرير المصير .