في حديث مع نفر من الخبراء بأحوال السوق عندنا أكد أحدهم على أن الزيادة في أسعار السلع مرّدها تجار التجزئة وليس الجملة...وضرب على ذلك أمثلة ببعض السلع التي استوقفه استمرار ارتفاع أسعارها على التوالي مما حدا به إلى مراجعة تجار الجملة الذين يوزعونها والاستفسار منهم فكانت المفاجأة حين علم أنهم لم يرفعوا الأسعار بل حرصوا على ثباتها فاتضح أن بعض تجار التجزئة وما أكثرهم يستغلون حاجة الناس واتجاههم نحو سلع بعينها كما أن أسعارهم تتفاوت ما بين أسواق جنوبجدة وشرقها وبين شمالها إذ أن أهل الشمال يستوعبون الزيادات وربما لا يسألون حتى عن السعر هذا إن ذهبوا بأنفسهم للشراء وإلا فالسائق والمراسل هما المشتريان للسلع وقس على ذلك - والقول للخبير - باقي السلع الاستهلاكية إذ ترى الكثير من السائقين والخادمات يرتادون المتاجر الكبرى ومحلات البقالات المنتشرة ويضعون في عرباتهم بلا سؤال أو اختيار للسلع ومقارنتها فهم لا يسألون عن الأسعار!! وفيما ذكر صاحبي جانبا كبيرا من الحقيقة فنوعية المستهلك تغري البائعين الموزعين وحتى تجار الجملة بالجشع ورفع الأسعار، وما دعاني لكتابة هذا المقال دعوة سمو النائب الثاني للتجار بعدم رفع الأسعار والاكتفاء بالربح المعقول...وهي دعوة في محلها ونحن نقترب من شهر رمضان الكريم الذي يتنافس فيه التجار بكل أسف ليس في التخفيف عن كاهل الناس بل في استغلالهم في تلك الأيام...فلعل دعوة سموه الكريم يكون لها الصدى المرجو.،،أما النقطة الثانية فهى ما أكدته شركة الكهرباء تطميناً للناس بأن الزيادة في التعرفة لن تطال المباني السكنية مما يعني أنها ستطبق في حق الصناع والتجار وهنا تكمن المشكلة إذ سوف يلجأ أولئك إلى تعويض الزيادة في مصروف الكهرباء وأي مصاريف من ظهور المستهلكين فتطال الزيادة في أسعار السلع التي يبيعونها أو يوزعونها ولذلك فإن المستهلك يدفع دائماً وأبداً ثمن زيادة مصاريف التجار والزيادة في راتبه والدعم الذي يتلقاه... وقد سمعنا مؤخراً عن إضافة بعض المتاجر حتى الكبرى منها لنسب ربح إضافية على بعض السلع غير المعروفة فمن يراقبها... وعوداً على بدء نريد من وزارة التجارة تفعيل دور حماية المستهلك فهذه الإدارة أو الفئة تحتاج إلى دعم مادي وبشري لتوفير إمكانات لها من سيارات وأجهزة اتصال وسلطة تنفيذية ترافقها حتى نعيد للسوق احترامه والتزامه... فالأسواق أصبحت منتشرة في البلد (أكثر من الهم على القلب) ومحدودية أجهزة الرقابة لا تتيح تغطيتها جميعاً والتفاوت والتلاعب في الأسعار على أشدّهما ولا بد من الضرب بيد من حديد ولا سيما مع اقتراب شهر رمضان وفي كل المواسم حتى تكون سياسة وبرامج حماية المستهلك ثابتة ومستمرة ومفعلة لتؤتي ثمارها... دوحة الشعر: ولرُب طفل قد تهدهده الطّوى فإذا يداك عمامة وإزار