بعد نهاية الدور الأول من دوري المجموعات بنهائيات كأس العالم، يمكننا أن نتحدث حول بعض الملاحظات التي تستحق التسجيل من وجهة نظري. الملاحظة الأولى هي عدم ظهور الفرق الكبرى والمرشحة بالمستوى المطلوب ما عدا ألمانيا وإلى حد ما الأرجنتين. وإذا كان منتخبا إنجلترا والبرازيل قد قدما عروضا غير مقنعة - بغض النظر عن النتائج - فإن إسبانيا سجلت حتى الآن أكبر خيبة بعد هزيمتها أمام سويسرا. أما هولندا فقد فازت بأقل مجهود ممكن في مباراتها الافتتاحية. وهو مؤشر إيجابي بطبيعة الحال لو كان المنتخب الهولندي يخطط لعدم كشف أوراقه كاملة من المباراة الأولى ويسعى إلى اختزان طاقاته للمراحل المتبقية. باختصار الحكم على الفرق الكبرى ما زال مبكرا، ومفاجأة سويسرا المدوية أمام الإسبان ستساهم في إشعال البطولة أكثر مما هي عليه الآن. وإن كنت أعتقد أن الفريق الأرجنتيني ما زال هو المرشح الأبرز للقب لو تلافى بعض الأخطاء التكتيكية، وأهمها اللعب بثلاثة مهاجمين مما ساهم في تكديس المنطقة الأمامية على حساب خط الوسط الذي يحتاج في رأيي إلى لاعب رابع يقوم بدعم الفريق دفاعا وهجوما على الجهة اليمنى. الملاحظة الثانية التي استوقفتني في مباريات الدور الأول هي ظهور الفرق الآسيوية بمستوى متميز على عكس الفرق الإفريقية التي كانت مرشحة للعب أدوارًا استثنائية في البطولة بسبب إقامتها على أرض إفريقية للمرة الأولى. وباستثناء ساحل العاج فإن بقية الفرق لم تقدم عرضا واحد مقنعا، على العكس من عروض الكوريتين واليابان . هذه الفرق ظهرت بشكل منظم ومتوازن في الدفاع والهجوم. وقد استطاعت هذه الفرق أخيرا الاستفادة من عنصر السرعة بفضل الذكاء والنضج التكتيكي الذي وصلت إليه. لقد كانت السرعة الآسيوية في السابق عاملا يمكن تحييده بالقليل من الذكاء التكتيكي، أما الآن فيبدو أن ذلك أصبح صعبا جدا في ظل سرعة التفكير التي اكتسبها العقل الكروي الآسيوي. الآن لم تعد فرق آسيا تركض وراء الكرة بدون هدف استراتيجي، ولكنها أصبحت تركض لتنفذ فكرا كرويا له ملامح ومعالم واضحة. مما استوقفني أيضا في الجولة الأولى هو الأداء المرضي للحكام حتى الآن رغم بعض الأخطاء التي كادت أن تؤثر في مجريات بعض المباريات، وعلى رأسها مباراة نيوزيلندا وسلوفاكيا. بشكل عام أعتقد أننا أمام بطولة واعدة. [email protected]