بادرت مجموعة من المثقفين الإسرائيليين اليهود، إلى توسيع حملة المقاطعة العالمية لإسرائيل، وذلك من أجل الضغط عليها لتغير سياستها تجاه الفلسطينيين، وتجنح للسلام معهم، وتوقف كل أنواع العنف والاضطهاد لهم. وقال د. متان كوهن الذي يدير حملة لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية في العالم، إن هناك نحو 100 منظمة في العالم، نجح ورفاقه في تجنيدها لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، وتلاقي الحملة نجاحًا بشكل خاص في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تقاطعها اليوم 100 جامعة أمريكية، وعن السبب في ذلك يقول: جرائم الحرب التي ترتكبها حكومات إسرائيل ضد الفلسطينيين، تحتاج إلى ردع قوي في العالم، وليس أفضل من نشاط إسرائيلي مكشوف لمكافحتها، وهناك مجموعة أخرى من المثقفين الإسرائيليين ينظمون حملة لإلغاء ظهور فرق وفعاليات فنية في دول العالم المختلفة ومقاطعة إسرائيل. وكان البروفيسور حايم براشيت، وهو يهودي بريطاني، قد أثار ضجة كبرى في إسرائيل بفضل نشاطات مشابهة، لإظهار إسرائيل دولة حرب لا تعرف الأخلاق ولا القيم، وتسيء لجيرانها، وتسفك الدماء، ويقول البروفيسور اليهودي إن هذه صفات رافقت في الماضي نظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا حتى سقط، وإسرائيل لن تغير سياساتها إلاّ إذا شاهدت العالم كله يقف ضدها، ومستعدًا لممارسة ضغوط اقتصادية ضدها. * * * لقد ارتكبت إسرائيل خطأً فادحًا -وما أكثر أخطاءها- حين أقدمت على مجزرة قافلة الحرية التركية، وأساءت الحساب بشكل مروّع أفقدها الكثير من التعاطف والتأييد، وأشعل غضب العالم، وليس ثمة ظروف دولية كهذه يمكن أن تعلن فيها حكومات وشعوب العرب والمسلمين غضبة عارمة، وتبدأ في مقاطعة شاملة للعدو الغاصب، وتعبئة كل قوى الأمة ضد هذا الكيان الغاصب، وذلك هو أضعف الإيمان. ذلك أمل قد تملكنا اليأس من تحقيقه، ونحن نرى كما أسلفت في كلمة الأمس، تقاعس العرب المأساوي، إذ لم يتحركوا كما يجب ضد تهويد القدس، ولا ضد الغزو الدموي المجرم للبنان ثم غزة، وتدمير كل مقومات الحياة الإنسانية للفلسطينيين، بل إن رد فعل البعض منا هو الاشتغال بشتيمة الأتراك والشماتة فيهم، والتشكيك في نواياهم والسخرية من مواقف قادتهم.