يُعيّرني كَثيرٌ مِن بَني قَومي حين أكتب عَن الحيوان، وما دَروا أنَّ القُرآن الكَريم - وهو الكِتَاب المُقدَّس - ذَكر طَائفة عَطرة - في سياقاتٍ مُختلفة -، وعدد وَفير، وحَشد كَبير مِن أسماء الحيوانات، مِثل الهُدهد والبَقرة، والنَّمل والنَّحل، والحِمَار والأسد، والذّباب والبغال والذّئب.. هذا التَّناوش والدِّفاع عن الحيوان، جَعل أحد القُرَّاء يَسأل بسَذاجة حَمراء، وبَلادة صَفراء، عن صِفتي «الاعتباريّة» حَول الذّود عن هذه البَهائم، لذا سأضطر أن أسرد له «مُؤهِّلاتي التَّعليميّة في علم الحيوان»، أسردها كَما يَسرد أساتذة الجَامعات سِيَرَهم، ولِمَ لا..؟! «يعني هم أحسن منِّي في إيه»..؟! حَسناً.. لنَستعرض سِيرَتي الذَّاتيّة: أولاً: أنا عضو في جمعيّة «لغة الحَمير» لغير النَّاطقين بها، مُنذ عَام 1420ه..! ثانياً: أنا عضو في جمعيّة «الدِّفاع عن الضّب»، التي أُسِّست بعد أن أخذ أهل نَجد يَستحسنون «لحوم الضبّان»، ويَتهافتون عَلى صَيدها، لدرجة أنَّهم يُدخلون «لَي الغَاز» في «جُحر الضّب» حتَّى يَخرج وهو صَاغر..! ثالثاً: أنا رَئيس هيئة «الرِّفق بالحيوان»، في بلاد بَني كليب، وبَني أسد، وبَني جَربوع، وبَني نَملة، وبَني عصفور..! رابعاً: المَذكور أعلاه أستاذ كُرسي في جَامعة «البَهائم»، مِن خلال تَرؤسه لقسم بَلاغة النَّمل، وفَصاحتها في القُرآن الكَريم..! خامساً: أستاذ زَائر في «حَديقة الحيوان» الوَحيدة في الرِّياض، خلال عام 1400/ 1401ه..! سادسا: عضو في مجمع «اللغة الحيوانيّة».. وخَاصَّة في لهجات البَقرة والهُدهد، ونباح الكِلاب، وعواء الذِّئب، ورغاء الإبل، التي يَجب التَّفكُّر في خَلقها..! أمَّا مِن حيثُ المُشاركات، فلي مُساهمات في عدّة مُلتقيات، مثل «مُلتقيات الأندية الأدبيّة»، ومِن أهم الدّراسات: «صياح الدِّيك الشّعري، أهو تَصنّع أم فِطري»..؟!، كَما شَاركتُ في بَحث تَحت عنوان: «صفير البلبل الأدبي وما فيه مِن قَول مَعدني، وفِكر ذَهبي»، وقد حَاز هذا البحث عَلى جَائزة «كوكو ديكو» للإبدَاع الثَّقافي..! وآخر المُشاركات، كانت بُحيثاً يَحمل عنوان: «هَديل الحَمَام الرُّومانسي»، ومِن حُسن الحَظ، أنَّ المُلتقى الحيواني أُجّل نَظراً لضيق الوَقت..! أمَّا عَلى صَعيد عضويّة الجمعيّات الدّوليّة.. فأنا عضو في جمعيّة «المُطربين الحيوانيّة»، التي احتَفَلَت هذا العَام بمرور مَائة سنَة؛ على نَهيق الحِمار «أشهب»، الذي يُعتبر رَائداً في «النّهاق المُوسيقي»، ومِن الجَميل أنَّه أُقيم عَلى هَامش المُؤتمر فيلم وَثائقي عن «نَهيق الحمير» في زَمن أفلام الأبيض والأسود.. أمَّا في مَجال الطِّب الحيواني، فإنَّ المَذكور له مُشاركات وَفيرة، خَاصَّة وأنَّه عضو في جمعيّة «الطِّب البيطري»، التي كان محورها هَذا العَام يَدور حَول: «دراسة ظَاهرة الغش في العَسل، وعلاقة ذلك بتَحطيم النَّحل، وتَدمير نَفسيّة العجل»، وكَما يُلاحظ القَارئ -والقَارئة طَبعاً-، فإنَّ نِطاق الحيوان ميدان خَصب، ويُمكن أن يُكتب فيه عَشرات البحوث، بل مِئاتها، ولكنَّني أقتدي بصَديقنا «الهُدهد»، مَلك الاختصار، الذي قَال: «َجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ»، فتعلَّمنا مِنه الاختصار، في حين أنَّ مِئات المَلايين مِن البَشر، لا يَعرفون كيف يَتحدَّثون، فكيف بهم يَختصرون..؟! حَسناً.. مَاذا بَقي..؟! بَقي القَول: إنَّ الحيوان أكبر وأكثر وأبهَر؛ مِن أن يُحشر في مَقال لا يَتجاوز 400 كَلمة، ولكن عُذري أنَّ زُملائي الحيوانات هُم «سَادات المَعرفة» وخَير مَن يُقدِّرون، لأنَّني سَلكتُ -هنا- مَسلك صَديقنا «الضّفدع» الذي رُوي عنه هذا البيت: قَالت الضّفدع قَولاً.. رَدَّدته الحُكَمَاء فِي فَمِي مَاء.. وهل يَنطق مَن فِي فِيهِ مَاء؟! وكُلّ عَام والحيوانَات بألف خير وعَافية..!.