رغم كل ما قدمه اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي من إبداع ، فإنني أعتقد بأن الوقت ما زال مبكرا لعقد مقارنة بينه وبين مواطنه دييغو مارادونا . ورغم أنني تورطت وخضت قبل ذلك في أمر هذه المقارنة ، إلا أنني أرى اليوم وبعد أن انقشعت موجة الحماس التي تملكتني أن الوقت ما زال مبكرا ، وأن هناك العديد من الأمور التي ما زالت تنقص ميسي ليكون أهلا للمقارنة بأفضل لاعب أنجبته ملاعب كرة القدم العالمية ، مارادونا . في رأيي أن مارادونا كان اللاعب الوحيد الملهم والملهم في نفس الوقت . وعندما أقول الملهم ( بكسر الهاء ) فإنني أقصد قدرة مارادونا السحرية على استفزاز أفضل ما يملكه زملاؤه من قدرات على أرض الملعب . لقد كان مارادونا يخلع على الآخرين روحه المتحدية التي لا يقف في وجهها شيء ، وهو ما جعل لاعبين عاديين من أمثال أعضاء المنتخب الأرجنتيني 86 وأعضاء نادي نابولي 87 و 90 ، أبطالا وعمالقة يبثون الرعب في قلوب منافسيهم . يضاف إلى ذلك ملكة القيادة التي كان يتمتع بها مارادونا والتي ساعدته في أحيان كثيرة في إعادة ترتيب أوراق الفريق سواء في بعض المباريات أو في الموسم الكروي بأكمله . ولقد انعكست ملكة القيادة هذه في أسلوب لعبه نفسه ، حيث كان أفضل من يقوم بمهمة صناعة اللعب . لقد كان مارادونا قلب الفريق النابض الذي يغذي الجسد بأكمله ، ولعل هذا ما يفسر ارتباط عطاء أعضاء الفريق بأداء مارادونا ، فإذا كان مارادونا يعاني لأي سبب هبوطا في مستواه كان الفريق كله يعاني ، والعكس صحيح بطبيعة الحال . وعلى الصعيد المهاري فإن مارادونا يتميز عن ميسي بالسرعة الخارقة في تنفيذ عمليات المراوغة ، مما يعني أن لديه قدرة أكبر على الكونترول بالإضافة إلى المرونة الجسدية التي لا يجاريه فيها أحد . عدا ذلك فإن خامة الرجلين تبدو متشابهة إلى حد ليس بالقليل . يكفي أن ميسي هو أهم موهبة ظهرت في تاريخ كرة القدم حتى الآن بعد مارادونا . لكن حتى هذه تحتاج إلى وقت لتأكيدها ، فمن يدري إذا ما كان سيستمر ميسي على نفس الدرجة من التألق في السنوات المقبلة ؟ مارادونا ما زال حتى الآن يتربع على عرش كرة القدم وحده ، وأقصى ما يمكن أن يفعله ميسي في رأيي هو الوصول إلى منصب ولي العهد .