الخبر الذي انفردت به الصفحة الثقافية بجريدة “المدينة” قبل أيام عن عودة الأديب الكبير الدكتور عبدالله الغذامي إلى الأندية الأدبية بمناسبة إصدار وزارة الثقافة والإعلام اللائحة الأساسية لها والتي تم فيها اعتماد عودة الانتخابات مرة أخرى، لا شك هو قرار مفرح، أو بالأصح هما قراران مفرحان، عودة الدكتور الغذامي وعودة الانتخابات. الغذامي قامة كبيرة في سماء أدبنا، رمز من رموزنا المبدعة، وابتعاده أربع سنوات خسارة كبيرة، فأمثاله من المبدعين نحتاجهم في كل خطواتنا ومشاريعنا الثقافية، وساحتنا يجب أن تستوعب هؤلاء الرموز، خاصةً ونحن مقبلون على مرحلة جديدة من الثقافة والفنون والأدب في بلادنا الحبيبة، فوزارة الثقافة والإعلام بدأت خططها في دمج الأندية الأدبية مع جمعية الثقافة والفنون في مراكز ثقافية كبيرة سيتم انشاؤها في المدن، وهذه المراكز تحتاج إلى أمثال الدكتور الغذامي، إن لم يكن ليتولى مهام قيادتها، فمن الواجب أن يكون في مقدمة قياداتها، فمبدعونا الكبار من المثقفين والفنانين والأدباء هم “الواجهة” الحقيقية لثقافتنا وفننا وعطاءاتنا الإبداعية، والمراكز الجديدة تحتاج لأسماء “كبيرة” و”فاعلة”، كل في مجاله. أهلاً بالدكتور الغذامي.. وأهلاً بكل مبدعينا الرواد.. أهلاً بهم في مكانهم الطبيعي والذي من خلاله سيقدمون عطاء متجدّداً في “جو” ثقافي جديد يليق بهم ويليق بثقافتنا وفنوننا وأدبنا. * * * ليس غريباً أبداً أن يقيم الفنانون التشكيليون ورشة فنية مشتركة ليقوموا برسم لوحة لأستاذ الفن طلال مدّاح -يرحمه الله- تخليداً لذكراه وأعماله الفنية (كما يقول الخبر المنشور في الصفحة الأخيرة)، فالراحل الكبير سيبقى وسيظل ساكناً في القلوب والوجدان.. صوتاً وصورة. * * * رحم الله الفنان عبدالعزيز الحماد.. فنان كبير قدم وأخلص وأعطى الكثير لفننا (تلفزيونياً وإذاعياً ومسرحياً) وتميّز طوال مسيرته بتقديم الأعمال الهادفة التي تحمل مضموناً قيّماً وهدفاً سامياً وهو بدون أي شك من رواد الحركة الفنية في المملكة والخليج وقد أكد جميع زملائه وأصدقائه أنه كان “حبيب الجميع” بأخلاقه وتواضعه وإنسانيته رحمه الله.. لقد عانى من المرض الخبيث عدة سنوات ورغم ذلك كان يحضر ويتواجد ويعطي كل خبراته ونصائحه لزملائه وللمواهب الشابة ليثبت بالفعل مدى حبه وإخلاصه لعمله وفنه. وإنني اشكر فريق المسرح بمهرجان الجنادرية على قيامهم بتكريم الفنان عبدالعزيز الحماد قبل وفاته بفترة قصيرة وبالتحديد قبل مغادرته لأمريكا لمواصلة العلاج ولكن القدر لم يمهله فتوفي هناك، وقد كان التكريم جميلاً بذهاب فريق المسرح وأعضائه وضيوفه بالكامل إلى منزل الفنان الحماد بالرياض ليكرّموه فكانت لفتة رائعة يستحقها الحماد يرحمه الله. * * * أيضا فقدت الساحة الفنية في مصر قبل أيام الشاعر الغنائي محمد حمزة صاحب العطاءات المميزة في تاريخ الأغنية المصرية وله الكثير من الأعمال الرائعة في مقدمتها أعماله مع الراحل عبدالحليم حافظ في الكثير من الأغنيات الجميلة ومنها “سواح” و”زي الهوى” و”حاول تفتكرني” و”مدّاح القمر” و”جانا الهوى” وغيرها الكثير من الروائع بالإضافة إلى أعماله الأخرى مع العديد من المطربين والمطربات المصريين والعرب، ولقد تميزت كلماته الغنائية بالمفردات الجميلة والصورة المعبّرة، ومما يؤسف له أن الإعلام المصري تجاهل الراحل الشاعر محمد حمزة -يرحمه الله- لسنوات طويلة، مثلما أيضاً تجاهل الكثير من رواد الفن في مصر، منهم من رحل، ومنهم من لازال يتجاهلهم إلى اليوم! في الوقت الذي نجد (بعض) المطربات العربيات “يغزين” شاشات وصفحات الإعلام المصري بمناسبة وبدون مناسبة!. * * * أصبح الفنان ماجد المهندس -رسمياً- هو فنان العرب، وكما يشير الخبر في الصفحة المقابلة، فإن المسابقة في لبنان منحته هذا اللقب من خلال تصويت جماهيري ومن لجنة محايدة. هكذا تأتي الألقاب الفنية، من خلال جهات مختصة، وباختيار الجمهور، وليس بالزوبعات الصحفية، والإدعاءات التي لا يصدقها سوى أصحاب المصالح!. * * * إحساس انتظاري طال يا حلو التثنّي يا مليح الروح ما هذا التجنّي هل أقضّي العمر.. عمري أغنّي.. لك يا من هو.. لا يسأل عني