يبدو أن خارطة الدراما الرمضانية الموسم المقبل ستحذو حذو الموسم الماضي بخلوها من الأعمال الدينية والتاريخية. ويبرر المخرج المصري إسماعيل عبدالحافظ هذا الوضع بالكلفة الإنتاجية العالية للدراما الدينية أو التاريخية وكذلك ضعف التسويق، ويورد أسبابًا أخرى أقل تأثيرًا منها غياب الكاتب القادر على تقديم دراما بثقافة دينية وفهم حقيقى للدين. ويقول: المنتج تاجر.. والتسويق الجيد يضمن له الربح ويحفّزه على هذا النوع من الإنتاج المكلف. وفيما يعتقد أن الدولة لن تقدم بهذا بعدما أصبح الإنتاج الحكومي مشتركًا، يتمنى المخرج إسماعيل عبدالحافظ أن يكون هناك عمل مصري سعودي، والأهم أن يكون الإنتاج متميزًا ويتفق عليه. وعن مقومات العمل الفني التي تساعد على تقدّم المجتمع الدرامي وتحرّض على أن يتقدّم المجتمع خطوة للأمام، ولا تضع حلولًا لأن هذا ليس دورها، لكنها ترى العيوب وتلقي الضوء عليها لعل المجتمع يفيق، فيؤكد عبدالحافظ أن الدراما ليس من مسؤولياتها التوجيه لكنها تدق ناقوس الخطر وتتجه إلى النقاط السلبية لتلقي الضوء عليها. وعن الوضع الحالي للدراما العربية يقول عبدالحافظ: أنا لست راضٍ، فأنا دائما أنشد التطور والتقدّم بشكل دائم، منذ أن بدأت في بداية الستينيات وحتى وقتنا هذا أبحث دائمًا عن المضامين الأفضل، وسلسلة أعمالي خير شاهد على أنني لم أقدم أعمالًا لا تحترم عقلية ووجدان المتلقي، فأنا دائمًا في حالة عدم رضا عن أعمالي وكل عمل أريده أن يكون أفضل من الآخر. لكن على الجانب الآخر يرى عبدالحافظ أن صناعة الدراما أصبحت عملية تجارية تحكمها عوامل الربح والخسارة، ولذلك وجدت أعمالًا تمارس غسيل مخ ودجلًا على المتلقى. وأرجع تكدّس وتزاحم المسلسلات إلى كثرة الفضائيات المتخصصة في الدراما والتي تريد المزيد من الأعمال دون النظر إلى الكيف، وخاصة في شهر رمضان الكريم الذي تتهافت كل الأعمال للعرض فيه، وقال إنه لا يهمه عرض أعماله قبل أو خلال أو بعد رمضان. وتطرق المخرج إسماعيل عبدالحافظ بالحديث إلى المسلسلات التركية التي تصدّرت الشاشات العربية، مبديًا إعجابه بهذه الأعمال لما تحمله من جمال للطبيعة وقوة المضمون والأداء، وقال: إنه مع عدم قدرة المجتمع على الإبداع أصبحنا لا نقدم للعالم شيئًا وأصبح العقل غير قادر على التفكير. والعلماء والمفكرون في العالم العربي انسحبوا إلى الغرب وأمريكا لأن المناخ هناك يساعدهم على الإبداع، فيجب أن نجد حلولًا جريئة.. ولا ندفن رؤوسنا في الرمال. وعن القضية الفلسطينية في الدراما العربية يقول: هذا طريق مسدود.. ومثل هذه الدراما التى تبث وإذا بثت قطعت أوصالها. الجدير ذكره أن المخرج إسماعيل عبدالحافظ يصور حاليًا مسلسل “أكتوبر الآخر”، ويقول عنه: عمل مهم لأنه يرصد مصر في سبعة شهور ويتضمن كيف كان الحال في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ منتصف 2005 و حتى بداية 2006 ومن خلال هذه الفترة سوف نرى كيف تعيش مصر وكيف يجب أن يدفعنا ما حدث في نصر أكتوبر 1973 للأمام لكي ينهض المجتمع بشكل حقيقي. ولا يحرص إسماعيل عبدالحافظ على أن يلحق “أكتوبر الآخر” بخارطة رمضان، ولا يعتبر ذلك مكسبًا، مؤكدًا أن العمل الذى بُذل فيه جهد يجب أن يُوفر له وقت مناسب للمشاهدة.