ليس بالإمكان أحسن مما كان.. هذا هو لسان حال وزارة الصحة مع استغاثات أهالي (العرضية الشمالية) بمحافظة القنفذة الذين ملوا مماطلة المقاول المنفِّذ لمستشفى (نمرة) الذي تسلَّمه في (9/4/1424ه) ومنذ ذلك اليوم مرَّت (سبع عجاف) ودخلت (الثامنة) بشؤمها ولا أمل يلوح في الأفق، خاصة ووزارة الصحة وقفتْ ممثلة في وزيرها (الربيعة) على (الهيكل العظمي للمستشفى) في 3/12/1430ه بعد مطالبات من الأهالي ومنهم كاتب هذه السطور، حيث كتبتُ عن معاناتنا بتاريخ 11/11/1430ه تحت عنوان (السبع العجاف.. وتاج الصحة)، وفي تلك الزيارة وقف الوزير على حجم القصور في التنفيذ، وبان له الكثير مما خفى عليه، عندها كتبتُ مقالًا آخر بعنوان (لماذا تخلَّى الوزير عن مشلحه؟) ومما جاء في المقال «وقبل أن يغادر معاليه قلتُ له: يا معالي الوزير لقد كتبتُ قبل أسابيع عن معاناتنا مع تأخر إنجاز المستشفى على صفحات (المدينة)، واليوم أريد أن أكتب عن هذه الزيارة فبماذا أُبشِّر المواطنين؟...قال: بشرهم بأن المستشفى سينجز خلال ستة أشهر بإذن الله» واليوم يكون قد مضى على الوعد (7) أشهر و(7) أيام ولم يستجد في المستشفى إلا قشور. ولقد كنتُ خلال الفترة الماضية على اتصال بمدير عام المشاريع بالوزارة، الذي طمأن وبشَّر ووعد وطلب مني أن أوافيه بمراحل (الإنجاز) وفي نهاية المطاف تخلى عن وعده بحجة أن المستشفى أُوكل به للشؤون الصحية بالقنفذة، ويظهر لي أن الوزارة لا حول لها ولا قوة بالمقاول! وخلال فترة (الوعد) تلك التقيتُ بالمهندس (السعودي) المشرف على المشروع الذي وعد بتوفير (الأنظمة الكهربائية واللوحات والسقف المستعار والأبواب وأعمال التكييف ومحطة المعالجة والغازات الطبية) خلال (أسبوعين) فقط، وبعد مرور (شهر) لم يتحقق سوى الألوان الخارجية وأبواب دون (كوالين) وجزء من السقف المستعار وبعض (البلاطات الداخلية اللوحات). ثم اتصلت بالمهندس (العربي) مدير المشروع الذي أقرَّ باستلام آخر مستخلص وقدره (مليونان وست مئة ألف ريال) قبل نحو ثلاثة أشهر، وسألته هل ما تم إنجازه يتوازى مع حجم المستخلص؟ وبعد أيمان مغلظة للتبرير قال لي: «أعدك بأن قائمة الاحتياجات التي في الورقة التي معك ستتوفر -ومثلها معها- خلال ثلاثة أسابيع، وعند مجيئي إلى نمرة سوف أتصل بك لتراها بعينك».. ومضى (شهر) وجاء (المهندس العربي) وغادر دون لقاء، فاتصلت به وسألته عن وعده بتوفير الاحتياجات والاتصال بي فشرق وغرب وعاد لنغمة الأيمان المغلظة لتبرير التأخير. ولا لوم عليه فهو يسعى لإطالة أمد التنفيذ حتى ينعم بمرتبه (الضخم) ويدفع الأهالي ثمن ذلك صحتهم وأموالهم! ولقد صادف مجيئه لنمرة (اضراب) عمال المؤسسة عن العمل في (الهيكل العظمي) بحجة عدم تسلمهم مكافآتهم منذ عدة أشهر! هذه هي الحكاية باختصار التي (أحتفظ بحقوقها) كاملة لمن أراد من (الروائيين) أن ينسج من وحيها (رواية) ينال بها جائزة (البوكر) أو جائزة (نوبل)! لن أوجه النداء هذه المرة لوزارة الصحة التي بان عجزها ولا للمقاول الذي كثرت مماطلاته، فقط إن أرادا مني توجيه دعوة لأهالي العرضية الشمالية ليجمعوا (قَطَّة) تُدفع لاستكمال المستشفى فسأفعل، لكنني أوجه النداء (لأبي متعب) مشفوعًا ب(سبع) سنوات من الانتظار المرير، مشفوعًا بأرواح بريئة فارقت الحياة في طريقها للبحث عن ترياق الصحة، مشفوعًا بأنَّات المرضى ودماء ضحايا الحوادث المرورية وصراخ الأطفال وقهر المحرومين، مشفوعًا بضياع أموال وأوقات المواطنين وهم يستجدون الوزارة ولا أثر، وإنا لعلى ثقة من استجابته. [email protected]