أسعدني وأسعد الحضور ما شاهدناه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هذه الجامعة العريقة من احتضانها ورعايتها لفعاليات يوم المهنة السنوي السابع والعشرين، برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة الشرقية، وذلك بإتاحتها عرض ثلاثة آلاف وظيفة تم طرحها من قبل 115 شركة، كما أثلج صدورنا مساهمة جامعة الملك فهد الفعالة والإيجابية في مجال إعداد أبناء هذا الوطن الكريم ليخوضوا ميادين العمل بالتسلح بسلاح العلم والمعرفة في مختلف المجالات ويظهر ذلك بتوظيفها ل 90 % من خريجيها. فهذا اليوم السنوي يعتبر من الأيام المهمة والتي تحدد وتبني طريق الخريج الجامعي وتبعث الأمل للباحث عن الاستقرار الوظيفي، وأيضًا لعرض المواهب والقدرات والخبرات والدورات والشهادات والمؤهلات، وفرصة ملائمة للاطلاع على احتياجات سوق العمل الحالية والعروض الأكثر رواجًا وربحًا. ويعتبر الهدف من هذا اليوم هو تعريف طلاب الجامعة وخاصة المرشحين للتخرج وغيرهم بالفرص الوظيفية وكذلك الفرص التدريبية لطلاب الجامعة ضمن البرنامج التعاوني والتدريب الصيفي، وإتاحة الفرصة لجهات العمل لمقابلة الخريجين لاختيار الأنسب منهم، وتوعية الطلاب بالمستقبل الوظيفي لمختلف التخصصات، وإتاحة الفرصة لجهات العمل لتعريف الطلاب بالأنشطة التي تقوم بها، وإقامة شراكة تعاونية تقوم على ثوثيق العلاقات بين الجامعة وجهات العمل، لتوعية الطلاب وتثقيفهم وتعريفهم بالطرق الفعالة في البحث عن الوظيفة، وإعداد سيرهم الذاتية، وطرق إجراء المقابلات الشخصية. ولعلنا نجد في هذا اليوم فرصة كبيرة جدًا للاستفادة من فعالياته المصاحبة ومحاضراته وورش عمله ومعارضه في التعرف على احتياجات ومتطلبات وتوجهات سوق العمل الحالية، حيث تعتبر هذه المناسبة فرصه جيدة للطالب الخريج لخوض معترك البحث عن الوظيفة باختصار الوقت والجهد، وإنماء تعزيز المستقبل لديه بإعطائه نظرة مستقبلية إلى الأمام تحدد طريق واتجاه مشروع الحياة لديه، وذلك بالبحث عن ما يناسب تخصصه ورغبته والمجال الذي سيبدع فيه إن شاء الله. ونرى في هذا اليوم أيضًا فرصة كبيرة للقطاعات الخاصة والحكومية والجهات المشاركة باستقطاب الخريجين المتميزين بتوفير فرص تدريبية تطويرية للطلاب المؤهلين والذين لديهم قابلية التطوير والرفع من الأداء والكفاءة والمهارة الذي سينعكس بالتالي على الأداء الوظيفي بالإيجاب. وهنا أود أن أشيد بالدور الكبير الذي تقوم به جامعة الملك فهد للبترول والمعادن متمثلة بمديرها الدكتور خالد السلطان وأعضاء اللجنة القائمة على يوم المهنة على ما يقومون به من جهود مبذولة في سبيل إنجاح هذا الحدث السنوي والذي انطلق من عام 1404ه بمشاركة 14 شركة، إلى أن وصلت المشاركة أكثر من 115 شركة تتسابق وتتنافس لاستقطاب أبنائنا الخريجين في مختلف التخصصات. ونرى في هذا اليوم الذي يعتبر تظاهرة اجتماعية تعاونية علمية مهنية أن يفعل بدعم أكبر من جميع القطاعات ذات العلاقة والمسؤولية للعمل على القضاء على البطالة، وإيجاد الفرص الوظيفية المناسبة لجميع الشباب الجامعي، وغير الجامعي، وحبذا لو فعلت هذه المناسبة ليقام يوم المهنة لمدة شهر من كل سنة بدلا من إقامتها لمدة ثلاثة أو أربعة أيام في مختلف مناطق مملكتنا الغالية على أن يكون هناك تعاون بين الجامعات والكليات والمعاهد ومكاتب العمل والغرف التجارية الصناعية، وكافة القطاعات الحكومية والأهلية لإيجاد الفرص الوظيفية على مستوى المملكة لمختلف الفئات والتخصصات، وبذلك نحقق معًا وطنًا بدون بطالة.