البطالة في نصفنا الآخر بلغت 28.4% و78% من العاطلات جامعيات والوضع محزن، هذا ما صرح به معالي الدكتور عبدالواحد الحميد، نائب وزير العمل الاسبوع الماضي، وازاح الستار عن مشهد احسب انه في العراء ومكشوفاً الا من ستائر وهمية من صنع خيالنا، اذ لا يكاد يخلو بيت سعودي من فتيات اكملن دراستهن الجامعية ويمتلكن قدرات ومهارات تؤهلهن للعمل، فالامر اذاً قديم والحزن لا معنى له ونحن سدنة الفرح وبيدنا مفاتيح الامل، فاذا كانت وزارة العمل حزينة لهذا المشهد فعلى وزارة التربية والتعليم ان ترسل سيلاً من الدموع، وان ينزل القطاع الخاص درجة او اثنتين في درك الاسى وجاهلية الحزن، فيلطم خده وشق جيبه من هول المصاب، فقد مضى علينا حين من الدهر نرسل فلذات اكبادنا الى دور العلم ليتعلموا كيفما يكون وفي اي مجال دون مخطط محكم للاحتياجات الفعلية لسوق العمل،وكان ذلك أمرا مقبولا قبل عقدين أو أكثر من الزمان،ولكن اليوم في عصر الاقتصاد الكوني، والاسواق المفتوحة للمنافسة حتى للعمالة لاحقاً، لم يعد مقبولاً غياب مخطط مدروس واستراتيجية واضحة لمواجهة هذا المصير الذي لم يكن مقتصراً على المرأة، فلقد كان للرجال نصيب منه وان كان بفارق محسوب، ولذا فان امر تكدس الشهادات الجامعية في ايدي بناتنا المتخرجات وحتى المتخرجين من ابنائنا، امر طبيعي ونتيجة حتمية لتعليم ما يزال مفتوحاً، ولم يفصل ويوجه لتلبية احتياجات سوق العمل، والمدهش في الامر اننا لجأنا للمسكنات، فدفعنا بأعداد كبيرة من الخريجات والخريجين لحقل التعليم، دون معايرة دقيقة وتمحيص الا من شهادة جامعية وحسب فأصيبت الوزارة بالتخمة ومن طعام غير شهي، اذ ليس كل من تخرج من الجامعة صالحاً للعمل في حقل التعليم او القطاع الخاص، نعم فعلنا ذلك بينما قطار التعليم ما يزال يسير في ذات الاتجاه وينزل ركابه ويصعدون بذات الحقائب والامتعة، اما وقد استشعرنا الخطر وبلغ الحزن الزبا، فإنني ادعو مكرراً ذات العبارة: علينا ان نسير وجميع مؤسساتنا في ركاب المليك، وان نترسم خطى الفلسفة التي قامت عليها كاوست ومدن المعرفة الاقتصادية لنخرج من خيمة العويل وعباءة الحزن، فنحن من وضع المرأة في هذا المأزق الذي أحرجنا وأحرج تاريخنا، فقد حملنا صخرة المعرفة بصبر وطفنا بها في البلاد، وما نزال نحمل مكونات وعناصر واساسات النهوض من جديد، وفي البادية افلا تبصرون فقد كانت مستودعاً للغة السليمة وما تزال، وموطناً للنخوة والادب والعمل بلا مغالاة او حساسية مفرطة بين الذكر والانثى، ترى ماذا دهى الناس؟ وما الذي جرى لمجتمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه عمر الذي قارعته امرأة الحجة بالحجة، والمنطق بالمنطق، فقال رضي الله تعالى عنه “اصابت امرأة واخطأ عمر”، اعتقد ان مشهداً كذلك لم يكن بالموبايل او عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، فقد جرى ما جرى وكان الدين في اوجه والايمان قائماً. نافذة: إن زرعت بطيخاً فلن تحصد إلا بطيخاً وإن حلمت بالقمح