في حفل استمر لأكثر من أربع ساعات أقيم مؤخرا في العاصمة البلجيكية بروكسل حفل غنائي عالمي تعاقب فيه فنانون عديدون من مغنين وعازفين وجوقات غناء ليعبّروا عن تضامنهم مع قطاع غزة المحاصر، وتحدثت في الحفل شابتان بلجيكيتان عن مشاركتهما في رحلة “أسطول الحرية”. وخصص مركز “صالات سكاربيك” الفني صالة ضخمة لاحتضان الحفل، وبجانب شباك التذاكر وُضعت لوحة كُتب عليها أن ريع الحفل سيذهب لتجهيز سفينة بلجيكية، ستشارك في أسطول سفن المساعدات الإنسانية الذي يتم الإعداد له بالمشاركة مع “الحملة الأوروبية لكسر حصار غزة”. حضر الحفلة مئات الاشخاص ونظمته المؤسسة الفلسطينية البلجيكية، التي تمارس نشاطها من بروكسل منذ 35 عاما، وقالت مديرتها نادية فرخ أن تنظيم حفل كهذا يتطلب عادة 6 شهور من الإعداد إلا أنهم قاموا به خلال 5 أيام فقط بسبب حماس المشاركين للمبادرة، موضحة أن هناك مؤسسات قدمت تبرعات لإنجاز الحملة الإعلانية، كما أن المسرح قدمه المركز الفني مجاناً بالإضافة إلى الأجهزة والتقنيين، وكذلك تبرع الفنانون للمشاركة بدون أجر. اعتلت المسرح بداية جوقة أطفال “المنارة” البلجيكية التي نالت استسحان الجمهور، خصوصاً عندما قدم الأطفال باللهجة الفلسطينية أغنية من التراث عنوانها “راية بلادي فلسطينية”، فيما قدمت جوقة “الحاجز” بعض ما كانت غنته في مدينة قلقيلية وقرية بلعين الفلسطينيتين ومنها أغنيات باللهجة الفلسطينية. أما المغنية البلجيكية جولي جاروزفسكي فقالت قبل أن تقدم أغنية بمصاحبة البيانو إنها كانت تغنيها للمتضامنين عندما كانت معهم في تركيا قبل أن يصعدوا إلى سفنهم المغادرة إلى غزة، ومن المهم بالنسبة لنا كفنانين أن نأخذ موقفاً سياسياً، مضيفة: الفنانون الموجودون هنا أرادوا أن يأخذوا موقفاً سياسياً عبر فنهم، وأرادوا أن يطلقوا صوتهم دعماً لحقوق الإنسان ورفضاً لثقافة الاحتلال. وتعاقب على المسرح فنانون آخرون، بينهم مجموعة عازفين صاحبوا عازف العود اللبناني البلجيكي مروان زوريني الذي قدم أغنية كتبها لغزة عنوانها “يا بائع الخبر”، . وقال عازف البيانو البلجيكي شارل لوس، الذي يعمل في إطار موسيقى الجاز، أن المقاطعة الفنية لإسرائيل يمكنها أن تكون وسيلة فعالة جداً لفضح الاحتلال، معتبراً أن هؤلاء الذين يذهبون في السفن هم أبطال وبفضل تضحياتهم صار الكوكب كله يحكي عن فلسطين.