ليس بين كلمة (خرّيجة) وكلمة (مُعاناة) سوى حرف واحد مشترك هو تاء التأنيث المربوطة، ومع ذلك فكلمة (خرّيجة) أصبحت لدينا مُرادِفة لكلمة (مُعاناة)، وتوأمًا سياميًّا لها لا يفترقان!. هاهنّ خرّيجات كلية حكومية تابعة لوزارة الصحّة، هي كلية العلوم الصحية في جدّة -تخصّص مُساعِدة طبيب أسنان- يصِفْن معاناتهنّ في رسالتهنّ لي أنها ثلاثية، تمامًا مثل الدهون الثلاثية التي تُميتُ الإنسان إذا زادت: (1) لقد تخرّجن بشهادة دبلوم يمكن بلّها، ثمّ عصرها آليًّا، أو يدويًّا، وشُرْب مائها على الريق، بينما لا يُمكن التوظّف اللائق بها!. (2) من سابع -عفوًا- من (سبعطعشر) المستحيلات إكمال تعليمهنّ داخليًّا أو خارجيًّا لنيل شهادة البكالوريوس والماجستير إلاّ في كليات خاصّة، وعلى حسابهنّ، وتكلفة الدراسة فيها بالنسبة إليهنّ.. فلكية!. (3) فرصة التوظّف الوحيدة لهنّ تقبع في عيادات خاصّة متواضعة، براتب يدور في فلك راتب الشغّالات، مع احترامي لكافّة الشغّالات!. ممكن أتساءل: لماذا أنشأنا كلية، وصرفنا عليها الملايين الفلانية، ونحن نعلم أنّ شهاداتها شبه مضروبة؟! وأنّ فرصة إكمال التعليم العالي لخرّيجاتها هي شبه معدومة؟! وأنّ القطاع الخاص سيُعامِل خرّيجاتها كخادمات؟! وأنهنّ من المفترض أن يُساعدْن الأطباء لعلاج الأسنان، ومنه خلع أسنان المرضى المُسوِّسة، فلم تُخلع سوى أسنانهنّ؟! ثنايا، ورُباعيات، وأنياب، وضواحك، ونواجذ، وضروس عقل!. إعلان هام: هناك تخطيط تائه، وتعاون مفقود بين قطاعات الصحة والتعليم العالي والتوظيف الحكومي والأهلي، فمَن يعثر عليهما يُعِدْهما، وله عظيم الأجر!. فاكس 026062287 [email protected]