قال مدير عام صحة الرياض الدكتور هشام ناضرة إن الدراسات أثبتت أن أكثر من 90% من المعتدين على الأطفال قد تعرضوا هم أنفسهم للعنف في طفولتهم، وأن أكثر من 80 % من متعاطي المخدرات والكحول من ضحايا الاعتداء والعنف في مرحلة الطفولة، وكذلك الحال بالنسبة لما يقرب من 80% من المترددين على السجون، لافتًا إلى أن الاتفاقيات الدولية تتصدى لكل أشكال العنف والإيذاء والإساءة ضد الأطفال، بما في ذلك المعاملة المنطوية على إهمال أو استغلال، حتى وإن حاول البعض تبرير ذلك العنف بدعوى التربية والتأديب، نظرًا للآثار المدمرة لمثل هذه الممارسات على مستقبل الطفل. جاء ذلك خلال افتتاحه صباح أمس أعمال ندوة التعامل مع حالات العنف والإيذاء ضد الأطفال في المنشآت الصحية بحضور الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان، الندوة تنظمها صحة الرياض في إطار جهود وزارة الصحة في مكافحة العنف والإيذاء في المنشات الصحية. أشار إلى عدم توافر المعلومات الدقيقة حول ظاهرة العنف والإيذاء ضد الأطفال لنقص المراكز البحثية المتخصصة في رصد وتحليل حجم وأسباب هذه الظاهرة، ومن ثم الاعتماد على الحالات التي يتم إبلاغ الشرطة بشأنها، وتقارير الجهات الحكومية والدراسات التي يقوم بها بعض المختصين في مجال علم الاجتماع والناشطين في مجال حقوق الإنسان. ومن جهته عبر رئيس فريق الحماية من العنف والإيذاء بمنطقة الرياض الدكتور سعيد الغامدي، في كلمة تطرق خلالها إلى خطورة ظاهرة الإساءة للأطفال على مسيرة تقدم المجتمع، لما لها من آثار سلبية على التنشئة الاجتماعية، مشيرًا إلى اهتمام القيادة الرشيدة، بمكافحة هذه الظاهرة من خلال إجراءات نظامية فاعلة منها التعامل مع حالات العنف والإيذاء بالمنشآت الصحية. وأضاف الغامدي أنه بموجب هذا النظام تم تشكيل فريق عمل من المختصين بالشؤون الصحية، أشرف على إنشاء لجان للحماية من العنف في كل من المستشفيات التابعة للوزارة، مشيرًا إلى وجود 37 لجنة في مستشفيات منطقة الرياض، بالإضافة إلى مركزين لحماية الطفل بمجمع الملك سعود الطبي، ومستشفى وادي الدواسر، وقريبًا يتم إنشاء مركز مماثل بمستشفى الأمير سلمان بالرياض. وأشار الدكتور الغامدي إلى أن لجان حماية الطفل من العنف والإيذاء ضد الأطفال خلال عام 1429ه، ارتفعت إلى 89 حالة عام 1430ه، منها 26 حالة لأطفال معنفين.