علّمنا قائد مسيرتنا التنموية ومهندس نهضتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الأحلام إذا اقترنت بعزائم الرجال قادرة بعون الله على تحقيق المنجزات والمعجزات، وأن شباب الوطن هم ثروته الحقيقية في صنع التقدم ودفع عجلة التنمية المستدامة التي ترسم ملامح المستقبل الذي يليق بالإنسان السعودي وبوطن الإنسانية والعزة والشموخ، في الوقت الذي عمل فيه جاهدًا على توفير أدوات صناعة هذا المستقبل دعمًا وتشجيعًا واهتمامًا ومتابعة. وقد ظل إيمانه وثقته – حفظه الله – يزدادان يومًا بعد يوم بقدرات الإنسان السعودي على النهوض بالوطن نحو آفاق التقدم الحديثة في مجال العلوم والتقنية والصناعة، وعلى إحداث التطور المنشود لنقل الاقتصاد الوطني من الاعتماد على النفط إلى الاعتماد على الصناعة، أو بالأحرى تخطي العتبة التي تفصل بين الدول النامية والدول المتقدمة، وهو ما أمكن ملامسته على أرض الواقع من خلال عدة مظاهر آخرها تدشينه السيارة «غزال – 1» التي تم تصميمها وصنعها على يد فريق علمي متخصص من شباب الوطن بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود التي جاءت ثمرة دعم المليك المفدى وتشجيعه لمسيرة التعليم العالي في بلادنا وبما جعل تلك الجامعة واحدة من أفضل الجامعات على مستوى التصنيف العالمي. هذا الانجاز الهام يثبت أن الشباب السعودي لا يقل عن غيره ذكاء ونباهة وقدرة على الابتكار والإبداع، وأن العقلية العلمية السعودية قادرة على تحويل الأفكار النظرية إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية متى توفرت لها البيئة المعرفية المجسدة لمفهوم الحاضنة العلمية، وأن هذه العقلية قادرة أيضًا على تزويد سوق العمل بمهارات تتمتع بالقدرة على حسن استخدام وممارسة التقنيات الحديثة للصناعات المتقدمة. السيارة «غزال-1» تشكل بمواصفاتها العالمية النواة الحقيقية للنهضة الصناعية في بلادنا، ويحق لكل سعودي أن يفخر بالثمرة الأولى لهذه النهضة من خلال تلك السيارة التي وصفها موقع «أوتو غاليري» الشهير بمواءمتها لمواصفات المناخ والتضاريس في دول الخليج بأنها انجاز للعالم العربي والإسلامي بظهورها بين 100 سيارة جديدة كشف عنها للمرة الأولى ضمن فعاليات معرض جنيف الدولي مؤخرًا الذي يقدم آخر الابتكارات والتصاميم في عالم السيارات.