كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة الملك عبدالعزيز تعتبر من الكليات المؤسسة للجامعة جنباً إلى جنب مع كلية الاقتصاد والإدارة العريقة فقد تأسست كلية الآداب في عام 1389ه أي قبل ما يزيد عن أربعين عاماً. وكان أول اقسامها قسم اللغات الاوروبية في سنة تأسيسها، ثم توالى تأسيس الأقسام تباعاً: التأريخ والجغرافيا:1391ه، المكتبات:1392ه،الاجتماع: 1394ه، الإعلام:1396ه، اللغة العربية:1397ه،الدراسات الإسلامية:1401ه، علم النفس:1413ه ومؤخراً قسم مهارات الاتصال:1430ه وبذلك وصل عدد الاقسام إلى عشرة أقسام في تخصصات ومجالات عدة من العلوم اللغوية والاجتماعية والنفسية والمعلوماتية والإنسانية عموماً. ولمعرفتي لكثير من كليات الآداب في العالم العربي أجزم بأن هذه الكلية تعتبر من اكبرها وأعظمها على الاطلاق نظراً لتشعب تخصصاتها وكثرة المراكز والوحدات التابعة لها وتعدد برامج الدراسات العليا ما بين دبلومات وماجستير ودكتوراة، وكذلك تعدد الكراسي العلمية التابعة لها في فروع علمية مختلفة، ومن هذه الكراسي: كرسي سمو الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال -كرسي عبدالله بقشان للدراسات القرآنية، وسواها وبها كراسٍ عدة تنتظر الدعم والتمويل. ومما يميز هذه الكلية الرائدة عن مثيلاتها في الخليج والعالم العربي كذلك الاتفاقيات المشتركة بينها وبين مؤسسات ومنظمات عدة داخل المملكة وخارجها ومنها: بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بجمهورية مصر العربية، واتفاقية تعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمملكة، واتفاقية تعاون مع جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمة الاجتماعية، وإجراء بحوث ممولة مع إمارة منطقة مكةالمكرمة وهذه الاتفاقيات غير المسبوقة تقع تحت مظلة: (مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية) الذي تأسس في الكلية هذا العام والذي تبين رسالته أهدافه الوطنية الكبرى وهي: توظيف البحث العلمي في معالجة المشكلات الاجتماعية وخدمة القضايا الإنسانية في المملكة العربية السعودية. ويتكون المركز من اثنتي عشرة وحدة هي: وحدة بحوث الأسرة، وحدة بحوث المخدرات، وحدة بحوث مشكلات الشباب، وحدة المواطنة والمسؤولية الاجتماعية، وحدة بحوث دراسات الجريمة، وحدة بحوث الاتجاهات والرأي العام، وحدة دراسة السكان والتخطيط الاجتماعي، وحدة الانماء اللغوي، وحدة دراسات المرأة، وحدة الترجمة. ويتكامل هذا المركز المختص مع مركز البحوث التابع للكلية كذلك الذي يصدر بحوثاً متميزة ومتفردة في كل تخصصات الكلية الاجتماعية وغيرها ويدير مركز البحوث الاجتماعية والانسانية سعادة الدكتور سعيد بن احمد الافندي الذي يسعى سعياً حثيثاً لاستكمال جميع وحدات المركز وتفعيل نشاطاتها، ويظهر من عناوين هذه الوحدات انها ستعالج جميع المشكلات الاجتماعية في المملكة دون استثناء بعلمية واحترافية. هذه الكلية العملاقة لم يكن تأسيسها وتطويرها والنهوض بها أمراً سهلاً، بل كان ذلك بجهود شخصيات علمية وإدارية كبيرة عملوا في صمت وتسلم كل منهم الراية من أخيه حتى وصلت الراية إلى عميد الكلية الحالي سعادة الدكتور محمد بن سعيد الغامدي الذي رأى لزاماً عليه ان يكرم عمداء الكلية السابقين الذين وصل عددهم إلى عشرة عمداء كلهم على قيد الحياة بارك الله لهم في اعمارهم وصحتهم وفي بادرة غير مسبوقة جمع عميد الكلية الحالي اسلافه من ذوي الفضل في ليلة وفاء وعرفان شرفها معالي مدير الجامعة الاستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب ووكلاء الجامعة وأساتذة الكلية في 4/6/1431ه. وشمل التكريم عمداء الكلية منذ تأسيسها أ.د. محمد زيان عمر - د. علي مغرم الغامدي - د. حمد العرينان د. سليمان الغنام- د. عبدالوهاب بغدادي - أ.د. هشام عباس - ا.د. محمد أمين مرغلاني - د. أنور نقشبندي - د.محسن منصوري- أ.د. اسماعيل كتبخانة، وقدم د. علي بن مغرم الغامدي عضو مجلس الشورى كلمة المكرمين التي بين فيها (انزعاجه) من التقليل من اهمية العلوم الإنسانية والاجتماعية مقارنة بالعلوم التطبيقية كالطب والهندسة، ولكن مدير الجامعة أ.د. أسامة بن صادق طيب أكد انه لا داعي لهذا الانزعاج لأن الجامعة تولي تخصصات كلية الآداب اهتماماً لا يقل عن اهتمامها بالكليات العلمية الاخرى ومن الادلة على ذلك أن ربع الكراسي العلمية في الجامعة تابع لكلية الآداب. ان تكريم العمداء السابقين مثل يحتذى وسنة حسنة نرجو ان يعمل بها في كليات الجامعة وجامعات المملكة كافة.