عادت أجواء عرض الأفلام السينمائية السعودية مرة أخرى إلى المنطقة الشرقية، وتحديداً في النادي الأدبي بالمنطقة، حيث تم الأسبوع الماضي عرض الفيلم السينمائي السعودي “عايش” للمخرج عبدالله آل عياف، وقد تأجل عرض الفيلم ليوم واحد بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة الشرقية. فيلم “عايش” الفائز بالجائزة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي بدولة الإمارات، حظي خلال عرضه بالنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بحضور كثيف و متميز، رغم تأجيل الأمسية ليوم. وقد بدأت الأمسية بتقديم نبذة عن هذا الفيلم وعن مخرجه وكاتب السيناريو آل عياف، وتم إيضاح أن تأجيل عرض الفيلم كان سبباً في منع بعض العاملين فيه من حضور هذه الأمسية، ومنهم الممثل الرئيسي في الفيلم الفنان إبراهيم الحساوي الذي كان مرتبطاً بتصوير عمل فني جديد في دولة الكويت. المخرج والفيلم وفي سرد موجز عن سيرة المخرج آل عياف، تم ذكر أن هذا الفيلم “عايش” هو الفيلم الرابع في مسيرة المخرج عبدالله آل عياف مع السينما، حيث سبق وأن قدم ثلاثة أفلام، فيلم وثائقي، وفيلمين قصيرين هما: “مطر”، و”إطار”. وأما الفيلم الذي كان محور الحديث في هذه الأمسية، وهو فيلم “عايش”، فهو عبارة عن قصة اجتماعية تتحدث عن حارس أمن اسمه “عايش” يعمل في أحد المستشفيات، وتشكّل ثلاجة الموتى مكان عمله وعالمه وبيته، وفي الوقت ذاته يعكس الفيلم حياة الرتابة والصمت التي يحياها الإنسان البسيط الذي اعتاد أن يتعامل مع الجثث والموت، وتتوالى أحداث الفيلم وفي حادث غير اعتيادي في حياة حارس الأمن، يتغيّب أحد زملائه الذي يعمل في قسم حاضنة حديثي الولادة، فيطلب المشرف بالمستشفى من “عايش” أن يغطّي مكان زميله الغائب، فنجده هنا ينتقل بذلك من عالمه الميت إلى عالم الولادة والحياة، وهنا يصوّر الفيلم كيفية تعامل “عايش” مع هذا العالم الجديد، بدهشة وخوف وحذر، إذ يراقب عبر نافذة الغرفة الزجاج، الحياة الجديدة الوليدة في الأطفال، إلى أن يصطحبه المشرف ليتأكد أن طفلاً في الحاضنة ظنّ أبوه أنه في خطر، بينما للاطمئنان عليه، مما يؤدي ذلك إلى تغيير كامل في حياته. الحساوي أجاد بعد عرض الفيلم تحدث المخرج عبدالله آل عياف، فقال إن “عايش” يقدم حالة إنسان لا يخشى الموت، لكنه يخشى الحياة!!. ثم أشار إلى بعض الصعوبات التي واجهها أثناء عمليات التصوير، وقال إنه أمضى حوالى مدة سنة ونصف حتى عثر على المكان المناسب لتصوير الفيلم، إذ إنه ليس من السهل التصوير داخل مستشفى في ثلاجة الموتى بالتحديد. وبعد ذلك تحدث عن اختياره لدور الممثل الرئيسي في الفيلم الفنان إبراهيم الحساوي، لأن دور البطولة يحتاج إلى ممثل مناسب للدور، وقد أدى الفنان الحساوي (والكلام للمخرج آل عياف) الدور بأفضل مما توقعت. مداخلات وتكريم الأمسية شهدت العديد من المداخلات والنقاشات حول هذا الفيلم، فذكر الدكتور مبارك الخالدي أن الفيلم تجربة جميلة من ناحية الصورة والمستوى الفني والبداية التفصيلية كانت موفقة لتعرّفنا على عالم “عايش” وكذلك تقديم عالم البطل مشرحاً قطعة قطعة.. رجليه فرأسه.. الخ وكذلك عالم الموتى الذي يعيش فيه البطل وقد نجحت الكاميرا في جعلنا نحسّ بالمكان على مستوى الصورة. وانتقد الخالدي طول الوقت في الفيلم خلال الانتقال من ثلاجة الموتى في الأسفل إلى حاضنة الأطفال، فأوضح له المخرج آل عياف أن من أصعب الأمور أثناء تصوير الأفلام أن يتم التصوير في مستشفى (أي مستشفى) حيث الممرات طويلة واللون الأبيض والإضاءة كل ذلك يخلق مشاكل أثناء التصوير. ثم تحدثت القاصة فوزية العيوني فذكرت أن فكرة الفيلم رائعة لكن بعض المشاهد كان يمكن أن تكون أكثر سلاسة. أما داليا باعشن فتحدثت عن الفيلم، ممتدحة بالتحديد لقطة البطل مع الطفل، ووصفتها بأنها لقطة رائعة جداً و مؤثرة.. فيما قال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل إن في هذا العمل مساحة كبيرة للحوار، بينما انتقل الفيلم إلى لغة الصورة، عندما حمل البطل الطفل بين يديه وابتسامته المعبّرة على محياها، واختتم مداخلته قائلاً بأنه كان يتمنى استغلال الكاميرا أكثر. وقد اختتمت هذه الأمسية السينمائية الجميلة بتكريم المخرج الفنان عبدالله آل عياف، حيث قدم له رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية جبير المليحان درعاً تذكارياً وشهادة تقدير.