يوم الاثنين الموافق 19/5/1431ه يوم غير عادي بالنسبة لأهالي الرياض وخاصة الشمال منه والشرق، ذاك يوم ان اذن الله جلت قدرته بكشف المستور، فهطلت أمطار لم تتجاوز العشرين دقيقة على الأكثر، يوم لم نزل نتذكر ويلاته وتبعاته، نتيجة ضياع المسؤولية والدفاع عن الباطل بشكل علني وبدون استحياء، تصوروا يا رعاكم الله مدينة بحجم الرياض تغرق وبسبب بشري بحت، كيف؟! أذنت أمانة الرياض باخضاع مجاري السيول لمخططات سكنية من جهة، وإغلاق عبارات الطرق من جهة أخرى بحجج هي أوهى من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون، ولكن حب الاستيلاء على الأراضي من أصحاب العقارات والسعي غير المشروع للحصول على المادة أعمى بصيرة البعض من عبدة الدينار والدرهم، من بعض المسؤولين وصغار الموظفين، الذين تساهلوا في هذا الأمر، وباعوا ضمائرهم للشيطان الذي زين لهم سوء أعمالهم، وهم يحسبون انهم يجلبون الخير والسعادة لهم ولأسرهم!! نسمع بمليارات الريالات في ميزانية أمانة الرياض، التي بامكانها إنشاء مدينة جديدة من العدم، بحجم الرياض متكاملة الخدمات. كتبت ثم كتبت، وهاتفت ثم هاتفت، احذر من مغبة الاستهانة بقدرة الله، وذلك بعد ان أغلقت أمانة الرياض عبارات السيول في طريق الرياضالدمام المتجهة من الشمال (قرطبة) إلى الجنوب (اليرموك)، ومدير عام الدراسات ومدير التنفيذ بأمانة الرياض يقابلانني بتهوين الأمر تارة، وبعدم الاكتراث تارة أخرى، وهاتفت سمو أمين الرياض وأخبرته بذلك ووعدني وعودا، لم يتحقق منها وعد واحد! ان أمانة الرياض ركزت جهودها على الشكليات من خلال زخرفة الميادين وبعض الأنفاق والحدائق وممرات المشاة، وهذا لا مشاحة فيه، ولكن يجب ان لا يكون على حساب البنية التحتية للخدمات الأساسية والتي أهملت تماما وكشفها الباري، فأين المفر؟! وفي سياق ذات الموضوع أضع تساؤلا أراه جديرا بالطرح، ما الفائدة المرجوة من الجزيرة الواسعة التي تفصل بين المسارين في كل الشوارع، لا سيما الرئيسية منها والواسعة؟ لماذا لا تكيف وتسخر، لتكون مجاري للسيول تصرف عليها سيول الطرقات، بحيث تصبح كالأنهار وقت هطول الأمطار، فهذا الحل في نظري هو أسرع الحلول وانجعها، وأقلها تكلفة، والضرورة تقتضي فتح العبارات على طريق الرياضالدمام بأسرع ما يمكن، لئلا يحدث ما ليس في الحسبان، بسبب ان السيول تتبع مجاريها وليس بمقدور الأمانة ولا كائنا من كان التصدي لها أو صرفها عن مسارها الذي ارتضته لنفسها بإذن ربها، والأمل يحدو محبي الرياض بان تعلن الأمانة حالة الطوارئ وتعمل بكل ما تملك لإنهاء المشروع المتكامل لتصريف أمطار العاصمة قبل الموسم المقبل، وليس في ذلك معجزة أمام المخلصين المتصفين بانكار الذات، البعيدين عن البهرجة والإعلام.