دميخان شاب في الثامنة والعشرين من العمر رحل مع والدته - 53 عاما - عن هذه الحياة في حادثة مأساوية امام اعين الجميع حيث غرقا في سيول وادي الخرمة المنقولة قبل شهر، وترك خلفه اخويه فيصل (22 عاما وحاصل على شهادة الثانوية العامة)، وفرج (14 عاما ويدرس في المرحلة المتوسطة)، وعثرت فرق البحث على جثة دميخان بعد اربعة ايام من البحث المتواصل على بعد 25 كيلومترا من موقع الغرق، فيماعثرت الفرق الارضية على جثة الام بعد 5 ايام على بعد 40 كيلو مترا من السيارة التي كانا يستقلانها. وخلال ايام البحث كان فيصل وفرج يمنيان النفس بأن يتم العثور على والدتهما وأخيهما أحياء، فدميخان كان بالنسبه لهما بمثابة الاب يقوم بتوفير جميع متطلباتهما ولكنه رحل وتركهما يصارعان الحياة في بيت شعبي متهالك سقفه من الزنك، رحل وخلّف لهما دينًا من بنك التسليف لترميم المنزل قدره 45 الف ريال، رحل ومعه وسيلة النقل الوحيدة التي تعرضت لتلفيات كبيرة ولم تعد صالحة للاستخدام بعد ان جرفتها السيول. وقال فيصل ل “المدينة” أعيش انا واخي فرج في حالة نفسية سيئة بعد رحيل والدتنا واخينا الاكبر بعد أن جرفهما سيل وادي الخرمة امام أعيننا ونحن نتابعهما بنظراتنا ونقف عاجزين عن مساعدتهما حتى اختفيا عن الانظار، والحمد لله على كل حال ولكن ما يزيد من معاناتنا هو عدم وجود مصدر دخل نعتمد عليه، والمنزل الشعبي الذي نسكن فيه متصدع ومهدد بالسقوط في أي لحظة، ورغم انني أنهيت المرحلة الثانوية الا انني لم اجد عملا حتى الان، وكل ما احلم به هو توفير فرصة عمل في أي قطاع حكومي واسقاط دين بنك التسليف (45 الف ريال) الذي اقترضناه لترميم المنزل.