المبتعثون ومستقبل الجامعة * كيف يمكن سد الاحتياج لتوظيف المرأة على المستوى التعليمي أو الإداري في مجتمع محافظ مثل مجتمع الطائف؟ بالنسبة للجامعة فالحمد لله استطعنا خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية أن نحصل على عدد جيد من وظائف المحاضرين والمعيدين من وزارة المالية وقمنا بابتعاث عدد كبير منهم خلال السنوات الماضية. عدد المبتعثين والمبتعثات لدينا كبير ولله الحمد. هذا هو مستقبل الجامعة في عودة هؤلاء للعمل الأكاديمي. لدينا مبتعثات في كل التخصصات وهناك مبتعثات في تخصصات نظرية، ومبتعثات في جامعات الإمام والملك سعود والملك عبدالعزيز. * اتجهتم للاستعانة بكوادر وقيادات وأساتذة لتولي قيادات عليا في جامعة الطائف من خارجها.. فهل هناك انزعاج لدى أساتذة الجامعة من البحث عن غيرهم؟ هذا الحديث غير صحيح إطلاقًا. نحن في البداية دولة واحدة ومجتمع واحد وبلد واحد وأي مواطن من أي منطقة له الحق في العمل في أي منطقة أخرى. * أنا أسأل عن منصب وكيل الجامعة بالتحديد؟ وكيل الجامعة منصب له شروط قد لا تنطبق على كثيرين. وجامعتنا ناشئة وكان الأساتذة فيها كلهم من الأساتذة المشاركين إلا القليل ممن يعدون على أصابع اليد الواحدة. بالتالي لا يمكن أن يستمر الوضع بهذه الكيفية. النظام لا يسمح بتعيين هؤلاء وكلاء للجامعة فهل نقف مكتوفي الأيدي أم نتصرف؟ الأستاذ الذي يعين وكيلاً في الجامعة لا يتم تعيينه إلا إذا كان من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة. بالتالي فإنه مكسب كبير للجامعة. أي عضو هيئة تدريس يتقدم لنا من أي جامعة أخرى وأي مبتعث من المبتعثين على برنامج خادم الحرمين الشريفين نستقطبه للعمل في الجامعة. هل نرفضه ونقول إنه ليس من مدينة الطائف؟ هذا التفكير لا بد أن ينتهي ويتوقف ولا بد أن نقتنع بأننا جميعًا من بلد واحد. أنا شخصيًّا عندما عينت في هذا المنصب لم أكن من جامعة الطائف فهل هذا يعني أنني لست مخولاً للعمل؟ لا ينبغي أن ننظر لهذه الأمور بالطريقة المناطقية والعنصرية التي لا تحقق الأهداف. الهدف الرئيسي لنا هو أن نثبت أننا شعب واحد في جازان والشمال والرياضوجدة. بدل غير قابل للصرف * بدأت الجامعات في صرف البدلات لمنسوبيها ولكن جامعة الطائف لم تواكب ذلك وبالذات في ما يتعلق ببدل الحاسب الآلي.. فلم ذلك؟ نحن نقوم بصرف كل البدلات ما عدا بدل الحاسب الآلي لالتزامنا بالقرار الذي صدر وينص على أن يكون متخصصًا في الحاسب الآلي كي يستحق هذا البدل. لا نريد الدخول مع الجهات الرقابية في أخذ وعطاء. لكني أعتقد أن هذا الموضوع سوف يتم النظر إليه على مستوى الجامعات بطريقة أخرى في المستقبل القريب. التعليم عن بعد * بعض الجامعات اتجهت للتعليم عن بعد.. فما موقف جامعة الطائف من هذا الاتجاه آخذين في الاعتبار أن الطائف مدينة مترامية الأطراف؟ الحمد لله تمكنا من تحقيق الاتصال المباشر بين جميع فروع الجامعة. كذلك تمكنا والحمد لله من الحصول على موافقة على تقوية خطوط الاتصالات بيننا وبين الفروع، وأعتقد أننا حققنا تقدمًا. لدينا قسم للدراسة عن بعد، وبدأنا الآن في الانتساب الذي سيكون بداية للتعليم عن بعد. فالتعليم عن بعد يحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة ونحاول الآن تقوية الاتصال بيننا وبين بعض الفروع. في ما سبق كان الأستاذ يحتاج إلى الخروج من الحوية والذهاب إلى مسافات بعيدة حتى يستطيع أن يقدم محاضرته ويتم نقلها لقسم الطالبات. الآن لم يعد الأستاذ محتاجًا لذلك ويمكنه من خلال مكان وجوده تقديم محاضرته ويتم نقلها مباشرة لمقرات الطالبات المختلفة. هذا سيسهل علينا مشروع التعليم عن بعد. خلال حديثنا مع الوزير تطرقنا لذلك وبمجرد استكمال التجهيزات المطلوبة سنبدأ في هذا الاتجاه. لدينا قسم سيتم تحويله إلى عمادة وذلك لأنه يقوم بواجب كبير في إعداد التكلفة والاستراتيجيات الخاصة بهذا الأمر. واقع مختلف * سبع سنوات مرت من عمر جامعة الطائف وهي بلا كليات علمية أو كليات منسجمة مع متطلبات سوق العمل.. كيف السبيل إلى ردم هذه الفجوة؟ هذا الموضوع انتهى لأننا بدأنا بكلية تربية كانت تتبع لجامعة أم القرى وكانت بها سبعة أقسام علمية وأدبية وكان بها قسم للمناهج وقسم للكيمياء وآخر للأحياء وآخر للدراسات الإسلامية واللغة العربية واللغة الإنجليزية. قبل أن تنشأ الجامعة في عام 1419ه تم فصل الأقسام العلمية وأطلق عليها (كلية العلوم) إذا أضفنا قسم الرياضيات تصبح أربعة أقسام في كل كلية. وعندما تم إنشاء الجامعة عام 1425ه قمنا بعمل إعادة هيكلة وكانت هناك كليات الطب والعلوم الطبية والهندسة وعلوم الحاسب ونظم المعلومات وكلية العلوم المالية وكلية علوم المجتمع. كذلك قمنا بإنشاء كلية الآداب وتم فصلها عن كلية التربية، بعد أن انضمت كليات البنات أصبح هناك قسم الاقتصاد المنزلي، ونحن الآن ننتظر إنشاء كلية طب الأسنان وبإذن الله سيكون لنا عدد كبير من الكليات. أنشأنا كذلك عددًا كبيرًا من الكليات في المحافظات. في رنية لدينا كلية المجتمع وكلية الآداب والعلوم وفي الخرمة كلية المجتمع وكلية العلوم والتربية. عدد الكليات الآن يفوق 18 كلية ومستقبلاً ستنضم إليها كلية طب الأسنان. بداية فعلية * هل ستبدأ الجامعة من حيث انتهى الآخرون في ما يختص بإنشاء الكليات من حيث مراعاة متطلبات سوق العمل؟ الجامعة لن تبدأ بل بدأت بالفعل بواسطة الكليات التي ذكرتها لك. خلال هذا العام قمنا بتخريج أول دفعة من كلية العلوم الإدارية وبها أقسام ليست تقليدية أو موجودة في جامعات أخرى. لدينا أقسام تمويل وتأمين ونظرة إدارية وقسم للقانون وهي من الأقسام غير الموجودة سابقًا. هذه تشكل لدينا نوعية معنية. لا بد لأي طالب من هذه المجموعة أن يمر بفترة تدريبية سواء في بنك أو مؤسسة تمويل أو تأمين أو في مكاتب المحاماة بالنسبة لقسم القانون. لدينا أقسام انفردنا بها مثل قسم التربية الخاصة وهو من الأقسام المهمة في المجتمع حيث كانت نسبة المعوقين مرتفعة في بعض المناطق. لذلك لا بد أن تكون هناك مدارس خاصة وأساتذة يشاركون في تدريس هؤلاء الطلاب سواء في المدارس العادية أو المدارس المتخصصة. لدينا كذلك قسم تربية الأطفال وهو من الأقسام غير الموجودة في كثير من الجامعات. لكن بالنسبة لتقديم هذه المواد لا بد أن نسعى إلى آخر ما توصل إليه العلم، وبالتالي لدينا مراجعة للبرامج التقليدية ولا بد أن يعيد كل قسم دراسة المواد التي يقدمها ولا بد أن يضيف المواد الجديدة ويقلل من نسبة المواد الروتينية وبالتالي فإن عملية التقييم الأكاديمي تعتمد أساسًا على مدى التغيرات الدراسية التي تحدث في المواد المختلفة. * ذكرتم أن أخبار الطائف تتصدر أخبار الصحف في صفحاتها الأولى.. فهل تفكرون في إنشاء كلية أو قسم للإعلام؟ في بعض الأحيان تحجم عن إنشاء كلية ما إذا كانت متوفرة في كثير من الجامعات الأخرى حتى لا تزيد في أعداد العاطلين عن العمل. لكن أعتقد أن تخصصات الجامعة الموجودة بها الخير والبركة. نفكر في عمل ملتقى بين الجامعة وبين وسائل الإعلام ونتمنى أن يكون في بداية العام المقبل وإن شاء الله سيكون هناك تواصل بيننا وبين الإخوة في الصحف لما فيه المصلحة. كثير مما يكتب يصيب الإنسان أحيانًا بالإحباط. شراكات غائبة * هل هناك شراكات بينكم وبين القطاع الخاص؟ لدينا بعض الاتفاقات مع بعض المؤسسات الخيرية ولكن المشكلة في الطائف أنه لا توجد شراكات وذلك بسبب عدم توفر البنية التحتية الأساسية للجامعة، ولكننا الآن سنطلب من رجال الأعمال والاقتصاد أن يشاركونا. لكن لدينا أعمال تحتية مع بعض المؤسسات الكبرى ولنا اتصالات مع بعض الجامعات الكبرى ونقوم بأعمال بحثية في الطائف. هذه بداية نأمل في تطويرها لتكون لدينا أبحاث مدعومة من القطاع الخاص وشراكة علمية وهذا لم يكن ليتأتى في السابق لذلك بعد أن وقعنا مذكرات تفاهم مع بعض الجامعات الكبرى نستطيع الدخول لمجالات أخرى. * نشطت كثير من الجامعات مثل جامعة الملك سعود بعد ظهور التصنيف العالمي.. هل نحن في حاجة للعوامل الخارجية كي نطور من جامعاتنا؟ لا نستطيع أن نقول ذلك. لم ندخل التصنيف حتى الآن لأننا لم نقدم أنفسنا حتى الآن لمعوقات كانت لدينا. حتى تدخل إلى التصنيف لا بد أن تكون هناك مجموعة من العوامل. أقول إن العام المقبل سيشهد بإذن الله دخول جامعة الطائف ضمن الجامعات المصنفة. * جامعة جازان إحدى الجامعات الجديدة التي دخلت التصنيف؟ هناك فرق أساسي فجامعة جازان كانت جزءًا من جامعة الملك عبدالعزيز. وجامعة القصيم كانت جزءًا من جامعة الملك سعود. * وأيضًا جامعة الطائف كانت جزءًا من جامعة أم القرى؟ لم يكن لدينا أي من مقومات الحياة الجامعية. كنا نستأجر السكن في وسط البلد. أتمنى أن نكون قريبًا ضمن التصنيف حتى نوضح الفرق بين ما كنا عليه وما قمنا بتحقيقه وأن تكون لدينا كل الكليات الموجودة في أي جامعة وهذا سيكون انتصارًا كبيرًا. عدد أعضاء هيئة التدريس ارتفع لدينا من حوالى مائة عضو إلى أكثر من ألفين، وعدد الموظفين والعاملين ارتفع إلى حوالى 700. هذه الأشياء هي التي تصنع الفرق. الآن وصلنا إلى وضع جيد. أوجه شكري إلى كل العاملين في الجامعة لأنهم كانوا كلهم يدًا واحدة ويعملون على أن تكون للجامعة مكانتها اللائقة بها. واجهة حضارية * هناك من يرى أن الذين يفوزون بالجائزة الثقافية في سوق عكاظ ليسوا من الأسماء المعروفة أو أنهم دون المستوى.. فما تعليقكم؟ الواقع أن من لم يحصل على شيء يحاول دائمًا أن يجد المبررات التي تسبب له سلوى ومنها: ما دمت لم أفز فإن الباقين لا يستحقون. سوق عكاظ من المشاريع التنموية الكبيرة وأعتقد أنه سيكون في المستقبل واجهة حضارية على مستوى المملكة والعالم أجمع. فاهتمام الأمير خالد الفيصل بهذا المشروع وفر له دعمًا قويًا واهتمام كل الموجودين في اللجنة كذلك سواء كان سمو المحافظ أو أمين المحافظة والعاملون معه يصب في اتجاه توفير دعم له. حتى الآن تم تنظيم السوق ثلاث مرات حيث بدأ في العام 1428ه وسنويًّا نلحظ ارتفاعًا في المستوى. أما بخصوص الفائزين في المسابقات فنحن نختار أفضل المحكمين على مستوى العالم العربي وليس من المملكة فقط. هذه المجموعة تأتي إلى الطائف قبل إعلان النتائج ويجلسون لمدة يومين أو ثلاثة حتى يصلوا إلى نتيجة موحدة وبعضها تعرض النتائج على المشرف على السوق وبعدها تعلن. الذين حصلوا على الجائزة خلال السنوات الماضية من المعروفين على مستوى العالم ولهم إسهاماتهم وإنتاجهم الأدبي الكبير. نحن نعمل بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على توثيق عكاظ خلال السنوات الماضية وسنواصل في ذات الاتجاه. * هل يمكن لسوق عكاظ أن يتحول مستقبلاً إلى ملتقى دولي يتماشى مع التركيبة التاريخية للسوق؟ سوق عكاظ خلال السنوات الماضية كان منتدى، وكانت هناك ندوات تناقش الاقتصاد وتناقش الشعر وغيرهما، ويتم اختيار أشخاص من داخل وخارج المملكة لهذه الندوات، وتشارك الأندية الأدبية الثلاثة حيث تحدث النادي الأدبي في جدة عن الشعر في عكاظ وتأثيراته. في نادي الطائف يتحدثون عن الاقتصاد في عكاظ ودوره في الاقتصاد الحديث، وفي مكة يتحدثون عن مواضيع رئيسية. هذه موضوعات أساسية وبعدها سيكون لدينا إن شاء الله ندوات لبعض الكُتَّاب على مستوى العالم العربي بحيث يحكي كل واحد منهم عن تجربته.... وماذا عن المرأة؟ المرأة موجودة؛ ومنذ أن بدأ سوق عكاظ يتم نقل كل ما يدور في خيمة الرجال إلى خيمة النساء، ولهن الحق في المناقشة والمداخلة. د.باناجة.. من علوم الأحياء إلى إدارة جامعة الطائف في غرة المطلع الهجري من عام 1368ه وبمدينة جدة كان ميلاد الأستاذ الدكتور عبدالإله بن عبدالعزيز باناجة مدير جامعة الطائف، لتمضي به سنوات الطفولة والصبا وهو يترقى في سلم التعليم بمراحله المختلفة، ليتوج ذلك بالحصول على درجة بكالوريوس علوم (علوم حيوان – جيولوجيا) من جامعة الرياض في العام 1970م، وبعد تخرجه عمل مدرسًا بمدرسة الفلاح الثانوية بجدة في 1971م، ثم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز حتى عام 1976م، وهو العام الذي شهد حصوله على درجة الدكتوراه تخصص علوم أحياء من جامعة داندي باسكتلندة. تنقّل باناجة في عدد من الوظائف، حيث عمل مدرسًا بقسم علوم الأحياء بكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز في الفترة من 1396ه وحتى 1398ه، وهو العام الذي شهد انتقاله أستاذًا مساعدًا بالقسم نفسه، ليستمر ذلك حتى العام 1400ه، لتتم ترقيته إلى أستاذ مشارك بذات القسم، وفي العام 1406 تم تعيينه أستاذًا بالقسم المشار إليه. وغيرها من الوظائف الأخرى بالجامعة، ومن بينها رئيس قسم علوم الأحياء، والمدير التنفيذي لبرنامج بيئة البحر الأحمر وخليج عدن التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المستضاف من قبل مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، وعميد كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم عضو مجلس الشورى في الفترة من 1418ه وحتى 1422ه. ومديرًا لجامعة الطائف من يوم 27/4/1425ه حتى تاريخه. كما حفلت سيرته بتقلده لعدد من المهام والنشاطات العلمية، فقد كان عضوًا في المجلس الأعلى لجامعة الملك عبدالعزيز، ومستشارًا بالهيئة الوطنية للحياة الفطرية وإنمائها، وعضوًا للجنة المناهج بوزارة المعارف، وعضوًا في لجنة التعليم البيئي، وغير ذلك من عضوياته في المجالات العلمية المختلفة، بجانب مشاركته في تحكيم العديد من الأبحاث والرسائل العلمية والترقيات العلمية، وحضوره لعدد من الندوات والمؤتمرات المحلية والعالمية، وتدريس عدد من المقررات الدراسية، مع الإشراف على رسائل ماجستير ودكتوراه، وتحكيم عدد من الرسائل العلمية والأبحاث المعدة للنشر. وفي جانب التأليف قدّم باناجة عددًا من الكتب العلمية، كما نشر أكثر من 60 بحثًا علميًّا في المجلات العلمية السعودية والإقليمية والعالمية.