يبدأ المواطنون السعوديون اليوم وحتى الثلاثين من شهر مايو الجاري ضخ 1.37 مليار ريال في اقتصاد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال واحد من اكبر الاكتتابات التي تشهدها سوق الاسهم السعودية، والتي تشمل 102 مليون سهم من رأسمال شركة مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة البالغ اجماليه 3.392 مليار ريال. وتستقبل فروع البنوك السعودية الأحد عشر المكتتبين ابتداء من اليوم لمدة ستة ايام وكذلك اجهزة الصراف الآلي والخدمات الألكترونية عبر الانترنت والهاتف المصرفي والتي يعتبرها المراقبون انها الأكثر اقبالاً من وسائل المصارف التقليدية، ولذلك فإن شركتا الأهلي كابيتال وسويكورب (مستشارا الاكتتاب ومتعهدا التغطية). يؤكدون ان اكتتاب مدينة المعرفة الاقتصادية سيكون نموذجياً من خلال اكتمال جميع العوامل الاقتصادية والحوافز الاستثمارية التي تتميز بها المعرفة الاقتصادية. ويوضح الدكتور سامي محسن باروم (رئيس مجلس ادارة مدينة المعرفة الاقتصادية) ان مطوري هذه المدينةالجديدة يمثلون نخبة من أفضل وابرز الشركات السعودية تتصدرهم مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للاسكان التنموي والتي تشارك في رأسمال المشروع من خلال الأرض التي تبلغ مساحتها 4.8 مليون متر مربع وقيّمت على المشروع بمبلغ مليار ريال وبمعدل 213 ريالاً للمتر المربع الواحد، وهو مايعتبره باروم منخفضاً بالمقارنة مع اسعار العقارات حالياً في المدينةالمنورة اجمالاً وفي المنطقة المجاورة لهذا المشروع العملاق، اضافة الى مجموعة صافولا، وشركة ادارة وانماء المشاريع (احدى شركات مجموعة بن لادن السعودية) ، وشركة طيبة ، والشركة الرباعية للتطوير.. ويشير باروم الى أن مدينة المعرفة تمثل فرصة واعدة لتطوير قاعدة قوية تتماشى مع رؤية خادم الحرمين الشريفين لتشجيع الصناعات المعرفية وأن مقومات نجاح مدينة المعرفة قوية، فهي تقع ضمن النطاق العمراني للمدينة وتستفيد من البنية التحتية الموجودة بالمدينةالمنورة ووجود الطلب المحلي على جميع منتجات المشروع من وحدات سكنية أو تجارية أو مكتبية وخدمات تعليمية وصحية وسياحية حيث هناك نسبة نمو عالية في عدد سكان المدينة البالغ 1.1 مليون نسمة، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال عشرين عاماً. كما أن المدينة لها جاذبية عالية لشريحة كبيرة من العالم الإسلامي الراغبين في زيارة المدينةالمنورة والعمل والسكن فيها مع وجود شبكة مواصلات متميزة ومطار دولي ونسبة نمو عالية في الكثافة السكانية والزوار الذين يبلغ عددهم حاليا حوالى 9 (تسعة) ملايين زائر، ويتوقع أن يصل الى 34 مليون زائر بحلول عام 2024م، بجانب توفر البنية التحتية الأساسية من الماء والكهرباء والصرف الصحي في منطقة مدينة المعرفة. ويتميّز الموقع كذلك ببعده بضع دقائق من الحرم الشريف و8 كلم من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة والذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر بعد اكتمال توسعته، بالإضافة إلى وقوع محطة قطار الحرمين في الطرف الشرقي من مدينة المعرفة وفقاً للخطة حيث يتوقع أن تكون القدرة الاستيعابية لقطار الحرمين حوالى 12 مليون راكب سنوياً. من جانبه أوضح المهندس طاهر باوزير (الرئيس التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية) أن المشروع يحتوى على قطاع متكامل للصناعات المعرفية مبني على المحتوى التراثي والإسلامي، كما يحتوي على مراكز وقرى متخصصة لتقديم الخدمات التقنية والمعرفية لسكان المدينة وزوار المدينةالمنورة من حجيج ومعتمرين، إلى جانب قطاع متكامل للخدمات الصحية، يضم مستشفيات ومراكز تدريب على الخدمات الصحية ومركزا للعناية بكبار السن والمتقاعدين، بالإضافة إلى قطاع للضيافة والسياحة، يشتمل على شركات لخدمات الزيارة والحج ومراكز للتدريب على الخدمات الفندقية والسياحية، ومركز عالمي لاعتماد الأطعمة الحلال، وكلية لتعليم إدارة الفنادق ومنشآت سياحية وفندقية. كما أن هناك حديقة تراثية تستخدم أحدث أساليب العرض متعددة الوسائط وتشمل مجموعة من الأجنحة التي تعرض عدداً من المواضيع التراثية والحضارة الاسلامية. كما يضم المشروع منطقة سكنية بها 30 ألف وحدة سكنية من أحجام وارتفاعات مختلفة معدة بشكل حديث ومتطور ومناطق فسيحة خضراء للمشاة وملاعب للأطفال وخدمات ترفيهية للأحياء، بالإضافة إلى خدمات نقل عامة حديثة ومستمرة من وإلى الحرم النبوي الشريف، وأسواق تجارية حديثة تستوعب حوالى 1200 متجر. علماً بأنه قد تم البدء بتطوير المرحلة الأولى من المباني السكنية في مدينة المعرفة التي تشمل مجموعة من الفلل والشقق السكنية. وذلك بعد أن تمت ترسية أعمال التسوية النهائية لأرض المشروع وإنشاء البنية التحتية للمنطقة الشمالية بقيمة تقدر ب 400 مليون ريال.