يبدو أن مسلسل الاختراق الفني الإسرائيلي الذي يستهدف شعوب منطقة الخليج العربي ، ما زال مستمرا . فبعد ظهور المغنية الإسرائيلية المتخصصة في أداء الأغنيات الخليجية ( رحيلا ) عبر ما لا يقل عن خمس من فضائياتنا ، ها هي مغنية كويتية شابة تدعى ( إيما ) تقوم بأداء أغنية باللغة العبرية ضمن فقرة غنائية طويلة تضمنت أداء أغنيات بلغات عديدة منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية ، خلال حفل غنائي أقيم على مسرح نادي الخريجين الكويتيين . وبالتأكيد فإن ما حدث قد تم تقديمه تحت غطاء لافتات براقة كالأخوة الإنسانية والمواطنة العالمية ، وغيرها من اللافتات ( الإنسانية ) الجذابة التي رددتها المغنية في معرض تبريرها لما قامت به في لقائها على قناة العربية . أما ما يثير أكبر قدر ممكن من التعجب ، فهو التوضيح الذي قدمته المغنية في معرض الدفاع عن نفسها ، حيث أكدت بأن كلمات الأغنية العبرية لا تحتوي على أية إساءة للعرب ..! يا سلام ..! ما كل هذا الكرم يا مغنيتنا ذات التوجهات ( الإنسانية ) ..؟ وما كل هذا التنازل الذي يدل على نبل نادر لولا أنك قد مننت علينا بأدائك لأغنية ( غير مسيئة للعرب ) ، وكأن ترديد الإساءة لأمتك على لسان أعدائها هو القاعدة ، وعدم الإساءة هو الشذوذ ! الخطير في الأمر هو إصرار المغنية المذكورة على موقفها ومجاهرتها بأن القضية الفلسطينية لا تعني لها شيئا ، وحرصها على وصف معارضي التطبيع بأنهم مجموعة من البشر المؤدلجين الذين يودون الزج بالعالم في صراعات ذات خلفيات دينية وأيديولوجية وعرقية . في حين تنظر هي للجنس البشري بوصفه وحدة واحدة . وبغض النظر عن المغالطات الواضحة التي يتضمنها هذا الخطاب فإن الواضح أن الست إيما أقدمت على فعلتها دون خوف من حساب أو عقاب أو حتى مساءلة ، وكأنها قد ضمنت رد فعل الجهات المعنية . الأمر الذي أتمنى أن تكون قد أساءت تقديره . أما الأمر الذي يثير الحزن فهو سكوت الصحف الخليجية عن هذه الدعيّة ، وإهمالها محاولات الاختراق الإسرائيلي التي تتخذ من الفن وسيلة ومن التطبيع غاية لها . إنني أناشد كل الناشطين الكويتيين التصدي لهذه المغنية عن طريق رفع الأمر إلى القضاء الكويتي حتى لا تصبح الكويت الحبيبة ، بوابة لاختراقات إسرائيل الجديدة التي تستهدف الخليج