ما زالت جثة الطالب (ماجد) ترقد في ثلاجة الموتى بالمستشفى رغم مضي شهر تقريباً على وفاته أثناء ممارسة السباحة في مدينة الملك فهد الساحلية خلال رحلة مدرسية مع زملائه الذين سارعوا إلى إنقاذه بعد أن زلت قدمه وسقط في منطقة عميقة، وتم نقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. ورفض الدفاع المدني تسليم جثمان الطالب الراحل إلى أبيه لدفنه إلا بعد أن يوقع تنازلا عن القضية حيث أثبتت التحقيقات أن الحادث عرضي وقضاء و قدر ولا دخل لأحد في وفاته. وقال مدرك باسعيد والد ماجد : وفاة ابني كانت نتيجة إهمال واضح من قبل المدينة الساحلية، لعدم وجود منقذ ساعتها لإنقاذه سريعا، وقام بالمهمة خمسة من زملائه، و الغريب في الأمر أنهم لا يعرفون السباحة بدرجة كبيرة ، وكان من الممكن أن تحدث كارثة بسبب تدخل زملائه الطلاب في غياب المنقذ. وأضاف: الدفاع المدني قرر أن حادثة الغرق عرضية وقضاء وقدر، ويجب عليّ ان أوقع تنازلا عن القضية حتى أتسلم جثة ابني لدفنها، لكني لم ولن أوقع أي تنازل حتى أعرف من المسؤول عن وفاة ابني. وقلت لهم دعوني أتسلم الجثمان وأدفنه، فيما تأخذ القضية مجراها الصحيح، لكنهم رفضوا ذلك. وأنا أطالب بمحاسبة الجهات المقصرة التي تسببت في وفاة ابني خاصة وأنه لا يوجد في الوقت الحاضر أي موقوف على ذمة القضية نهائياً سواء من المعلمين الذين كانوا مع الطلاب في الرحلة أو المنقذ. وزاد: قمت باستشارة محامين وكل ما قالوه لي أكثر شيء تحصل عليه هو التعويض أو الدية، أما المقصرون فلن يرضيني فيهم شيء نهائياً. فاتورة المستشفى الخاص وعن فاتورة المستشفى الخاص قال مدرك: وصلت تكلفة بقاء ابني في المستشفى قبل وفاته إلى 400 ألف ريال دفعتها وزارة التعليم، وأنا بهذه المناسبة أشكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال لوقوفه معي في جميع فترات القضية بالدفاع المدني. ملف القضية عاد مرة أخرى للدفاع المدني وأوضح مصدر في الدفاع المدني ل "المدينة" أن القضية تم تحويلها إلى شرطة جدة بطلب من والد ماجد، ومن ثم حولت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام وعادت مرة أخرى للدفاع المدني لعدم وجود شبهة جنائية في الأمر. علما بأن تحقيقات الدفاع المدني أشارت إلى أن الطالب الضحية بقي نحو 20 دقيقة تحت الماء قبل أن ينقذه زملاؤه ونقل للمستشفى حيث مات دماغياً وبعدها توقف القلب عن العمل. ----- محامي: ثبوت إهمال المنقذ يوجب الدية المحامي عمر إسحاق قال إن حالة الطالب ماجد قضائياً من الممكن أن تصل إلى دفع الدية على أكثر تقدير لأنه وحسب فهمي للموضوع بعدم وجود نية للقتل وأن ماجد زلت قدمه و سقط في المسبح، وإن تم إثبات إهمال المنقذ لدى القاضي فإنه من المتوقع أن يحكم عليه بالدية.