تحتفل أكثر من 100 دولة من دول العالم في اليوم الخامس من حزيران (يونيو) 2010م، بيوم البيئة العالمي، ففي العام 1972م أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخامس من يونيو لكل عام، يوما عالميا للبيئة، وذلك بمناسبة افتتاح مؤتمر استكهولم (1972م)، حول البيئة الإنسانية، كما صدقت الجمعية العامة في اليوم نفسه على قرار تأسيس برنامج الأممالمتحدة للبيئة. إن يوم البيئة العالمي الذي يشكل إحدى الوسائل الرئيسة لشحذ الهمم والطاقات لرفع الوعي البيئي، وتعزيز الاهتمام بنظافة وسلامة البيئة على النطاق العالمي، وهذا التوجه قاد المهتمين بعلم البيئة إلى تبني شعار هذا العام الذي يحمل عنوان «أنواع كثيرة.. كوكب واحد.. مستقبل واحد» وهو شعار له دلالة على الاهتمام بالكائنات على مختلف أنواعها، وكوكب واحد كمستقر ومستودع، ومستقبل واعد لأبنائنا وأحفادنا. إن شعار الأممالمتحدة ليس بجديد على مفهوم الإنسان للبيئة المحيطة؛ فقد أورد الله سبحانه وتعالى في قصة سيدنا نوح - عليه السلام – مع الطوفان شيئا من هذا حيث قال عزّ وجلّ في محكم التنزيل ( قٌلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) هود 40، وفي سورة المؤمنون 27 « فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك» وفي هذه النصوص دلالة واضحة على المحافظة على النوع من الكائنات جميعا، والعناية بها وحفظها من الهلاك. إن اهتمام المملكة العربية السعودية في مجال البيئة واقع وملموس وقد تمثل في إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وقد رعاها منذ نشأتها في عام 1406ه سمو ولي العهد حفظه الله وأشرف على مسيرتها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وهذه الهيئة تعنى بإعادة التوازن البيئي لنظم البيئة الطبيعية بمنظومة المناطق المحمية بالمملكة، والتي تشمل نحو 103 مناطق محمية برية وبحرية للمحافظة على التنوع البيولوجي، حيث تشغل هذه المناطق حوالى (10%) من المساحة الإجمالية للمملكة (2.250.000كم2)، مخصصة لتنمية الموارد الطبيعية المتجددة لمنفعة الإنسان والحفاظ على ثرواته من الانقراض. وتشمل المناطق المحمية المعلنة (15) منطقة تشغل مساحة (4%) من مساحة المملكة وهي مواطن طبيعية للسلالات الوراثية للتنوع الإحيائي البري والبحري في المملكة، خاصة الكائنات المهددة بالتناقص والانقراض.. إن شعار يوم البيئة العالمي يهمنا في كثير من مجالات حياتنا، فالبيئة هي نظام حياة متكامل، بدأ من بيئة الإنسان المحيطة والعناية بنظافتها والحفاظ على مكتسباتها، وهذا ما يؤكده الإسلام في الحفاظ على البيئة ومكوناتها، وعدم الإخلال بتوازنها، أو الإضرار بموجوداتها حية وغير حية. إن هذا المفهوم الشامل للبيئة وعناصرها الأساسية يقودنا للاهتمام ببيئتنا المحيطة بكل عناصرها بدءاً من غرف نومنا، ثم حجرات منازلنا، ثم العناية بالحي الذي نعيش فيه، ثم بالمدينة التي نسكنها، وهكذا حتى يعم مفهومها المحافظة، والمنطقة، والدولة التي نعيش في كنفها وننعم بخيراتها، ونأمل أن تحل مشكلاتها البيئية، وتنقيتها من كل الملوثات الطبيعية وغير الطبيعية، والحفاظ عليها من التدهور والإخلال بتوازنها الطبيعي ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ). حفظنا الله جميعا من التلوث بكل أشكاله.