تناول إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام امس أساليب التحايل على شرْع الله، والخدَاع في أحكامه ، والعُدُول بها إلى غير حَقائقها، ووضعُها في غَيْرِ سيَاقاتِها وطرائقها،والتّمويه في استصْدَار الأحكام، بالخَدِيعة. وشرح فضيلته أن الحِيلة حُرِّمت لأنَّهَا مُحَادَّة لأحكام الله، تبْعَثُ على البَغْضَاء والشَّحْنَاء، وقال الشيخ السديس: إن الحِيل كُلُّها لا تخْرُج عن المُغالَطاتِ واعتِبَار الظوَاهر، دون ما قصَدَه الشرع من الجَوَاهر. ومِن أمْثلة ذلك: الاحْتِيال في زيَادَة ثمَنِ السِّلعة ممن لا يُريدُ شراءها، وإنَّمَا كَيْدًا بالمُشْتري وتَغْرِيرَا، وذلك لُؤْمٌ مُحَرَّم، قال تعالى:”وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ”. واردف الشيخ السديس يقول " ومِنَ التَّحَيُّلِ في اسْتِرجاع شيء مِنَ المَهْر لِمن عَزَم الطَّلاق، مُضَارَّة الزَّوجة المهيضة، فَتَجْعل مَالَها لِخُلْعِهِ لِقَاءَ، ولِشَرِّه اتِّقاء. وفي هذا التَّحَايُل الكَائد، يقول الحق تبارك وتعالى:” تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”. من جهة ثانية وصف إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي في خطبة الجمعة امس مرض النفاق بأنه من أعظم الأمراض ، خطير وشر كبير إذا استولى على القلب أماته فصار صاحبه حيا كميت .. قال الله تعالى ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ). وبيّن فضيلته أن النفاق نوعان .. النوع الأول نفاق اعتقاد وهو مخرج من ملة الإسلام ..و النوع الثاني من النفاق هو النفاق العملي وهو أن يعمل بخصلة من خصال النفاق وهو مع ذلك يؤمن بالله واليوم الآخر ويحب الإسلام ويعمل بأركانه فهذا قد ارتكب معصية ولا يكفر بالمعصية ، وشدد على أن النفاق داء عضال ووباء قتال لا يبتلى به إلا المسلم أما الكافر فلا يوصف بالنفاق لأنه مجاهر بكفره والكفر مشتمل على أنواع النفاق كلها .