هل جربت أيها الأب أن تتساءل مرة واحدة لماذا هي الجنة تحت أقدام الأمهات فيما الله وحده عز و جل يعرف ماذا تحت أقدامك أنت. و لماذا العالم كله يحتفل بالأم ويتغنون بها فيما لا تجد حتى من يربت فيه على كتفك. نرجوك الا تكتئب ، فدوامة الأسئلة لم تنته.. الأولاد يفضلون أمهم و أي رأي مخالف هو شذوذ عن القاعدة كما إن وفاة الأب تحمل طابعا كلاسيكيا (بعد عمر طويل ) في الوقت الذي يأتي رحيل الوالدة بنكهة الكارثة ونهاية العالم. هل أضنتك وحيرتك الإجابة؟ إنه إعلام الأمهات (الماكر ) و لا شيء سواه. فالأم لا تتوقف عن استعراض انجازاتها و تضخيمها للأولاد مهما بدت بسيطة. إنها حملتهم طيلة تسعة أشهر كاملة عانت خلالها الأمرين.. والعناية الإلهية وحدها من ساندتها فى تحمل شقاء الحياة وطبعا أنت بسكوتك فلم تكن هناك لتوفر لها الراحة و تدفع للخادمة والمستشفى وتشرف على جلب لبن العصفور إن اقتضت الحاجة. هى وحدها من سهرت للصباح تنظف وتغير ضمادات الحرارة تجوب المستشفيات تحفظ الصيدليات يساندها السائق اكثر منك فيما أنت مستلقيا على ظهرك يسمع شخيرك القاصي والداني. ياما حضرّت لهم واجباتهم واهتمت بنظافة أظافرهم وثيابهم وجابر عثرات الكرام كان يشترى الكتب و اللباس و يدفع فواتير المدارس والمدرسين (المبكية) و مصاريف النقل وليس أنت بالطبع. أقامت لهم مآدب النجاح ونظمت لهم السفريات وأعطت المكافآت و كان كل ذلك يهبط من السماء و لم يدفع تكاليفها حضرتكم. إنها لا توفر دموعها في كل مناسبة فيما سيادتك تكابر وأنت تنازع.. تنزف وتضحى لا عقا جروحك بصمت ، فانظر إلى حصيلة صمتك وقارن و لا تعتبره جحودا من الأبناء فلباقة النادل وكياسته في تقديم الطعام و ترتيب الصحون تجعله بطلا في نظرك فتنسى خبرة الطاهي في إعداد الطعام وكد الفلاح في إنبات الزرع وحصد الثمار أيها الأب إن الدجاجة تبيض بيضة واحدة بدقيقة واحدة فيما تنفق ساعات وساعات وهي تصيح معلنة عن معاناتها لقدوم الحدث و السلحفاة تخلف وراءها عشرة آلاف بيضة في ثماني ساعات لكن بصمت وقور.. فماذا هي النتيجة .. الكل يفضل بيض الدجاج يا عزيزي.. فيما تدفن الرمال بيض السلحفاة.