المخترع السعودي حمود حماد البدراني.. حصل على العديد من الشهادات والميداليات في مجال الاختراعات والرياضة من أكثر من جهة. له عدد من المشاركات في معارض وملتقيات علمية داخلية وخارجية، كما له مقالات منشورة تسهم في حل بعض المشكلات المعاصرة. حصل البدراني على خمس براءات اختراع، في مجال البناء ومكافحة زحف الرمال على الخطوط الخارجية وقاطع كهربائي متعدد الاستخدامات وضاغط هيدروليكي للماء، وسخان كهربائي مبتكر. ومسجل لعدد من براءات الاختراع الأخرى، وغيرها الكثير من الأفكار والإبداعات التي لم يتم تسجيلها أو الكشف عنها بانتظار الوقت المناسب. «المدينة» التقت المخترع البدراني ليتحدث عن افكاره واختراعاته ورؤيته لبيئة الابداع في المملكة، وكيف يمكن تنميتها وتشجيع المبدعين.. وفيما يلي نص الحوار: البلك المبتكر **عرفنا بمجال اختراعك أو بحثك؟ -لدي اختراعات في مجالات مختلفة، ولكن اختراعي الأخير في المجال الهندسي، وهو يتعلق بالإنشاءات المعمارية ويتمثل في «بلك» يتم بناؤه بدون تشطيبات أو أعمدة خارج البلك، حيث يتم تجهيزه مصنعيا بنعومة اللياسة والألوان المطلوبة، والبناء بواسطة هذا النوع من البلك المبتكر يخفض تكلفة البناء ومدة التنفيذ إلى أكثر من 50%، حيث يتم الاستغناء عن اليد العاملة في النجارة واللياسة والدهانات مما يوفر تكلفتها وقيمة المواد اللازمة لذاك، وقد تمت التجربة بواسطة البلك الأسمنتي وأثبت نجاحه، كما يمكن تطويره سواء بواسطة بلك من الرخام أو السيراميك، أو بلك من البولي ستايرين أو البولي اثلين أو أي مادة تقبل التصلب أو النحت. ويستخدم البلك في جميع الإنشاءات المعمارية المختلفة حيث يتم تسليحه من الداخل في جميع الاتجاهات ثم يحقن بالخرسانة مما يجعله ينوب عن الصبات الخراسانية المسلحة في إنشاء الأعمدة والجسور بمختلف أحجامها وقنوات التصريف وخزانات المياه، كما انه يستخدم في المباني مسبقة الصنع. جهات حاضنة **هل لحياتك التعليمية دور في دخولك عالم الاختراعات والأبحاث، أم أنه حب الاكتشاف؟ -في الحقيقة لم يكن لحياتي التعليمية أي دور في الدخول إلى عالم الاختراع، وإنما فعلا دوافع حب الاكتشاف ومتعة الاطلاع واكتشاف كل جديد. **ما هي الهيئة التي تتابع وتشرف على اختراعاتك وأبحاثك؟ -لا يوجد شيء من هذا القبيل في السابق، ولكن الآن يوجد بعض الجهات مهتمة وتتبنى بعض اختراعاتي مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في برنامج المواد المتقدمة للبناء بإشراف الدكتور محمد بن حسين، وكذلك جامعة الملك سعود ممثلة بوادي الرياض للتقنية ومختلف فروعه ابتداء من الحاضنة وانتهاء بشركة مساهمة تعمل على إبراز هذه المخترعات. **ما هي أبرز المعوقات التي تواجه المخترع في الحصول على براءة اختراع في رأيك؟ -أولا إيجاد الفكرة التي تستحق منح براءة اختراع، ثانيا إجراءات توثيق الاختراع من تحرير وصياغة للموضوع كالمقدمة وخلفية الاختراع والوصف العام للاختراع وشرح الرسومات ثم صياغة عناصر الحماية كل هذه النقاط تحتاج لشخص مهني كالموظفين بمكاتب تسجيل براءات الاختراع الخاصة أو شخص ممارس لديه خبرة طويلة في هذا المجال، ورغم ذلك تأخذ وقت طويل للانتهاء من صياغتها وترقيمها وترتيبها حتى تكون مقبولة لدى مكاتب التسجيل في اداراة منح براءات الاختراع، وفي العادة تأخذ وقت من شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى الانتهاء منها، ثالثا تأتي مشكلة الرسوم المستحقة على التسجيل، والفحص الموضوعي، والنشر، والمنح، وأخيرا الرسوم السنوية التراكمية التي تزيد كل سنة 250 ريال لمدة عشرين سنة، وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين حفظه الله باسمي واسم جميع المخترعين السعوديين الأفراد على ما قدمه لنا من مكرمة سخية خففت بل أزالت المعانات التي كانت تواجهنا حيث تحمل حفظه الله تسديد كافة الرسوم على نفقته الخاصة، وكانت عائقا كبيرا جعل الكثير من المخترعين يتخلون عن تسجيل أفكارهم ومواصلة أبحاثهم، ولكن الآن الظروف أصبحت مهيأة ومشجعة على البحث والاختراع بفضل الله وهذه الجهود التي وفرتها الدولة مشكورة. السخان المستمر **سمعنا أن لديك اختراع جديد حصلت على براءته منذ أيام قلائل، حدثنا عنه؟ -بفضل الله تعالى تم الحصول على براءة الاختراع الخامسة وهي عن اختراع «سخان الماء المستمر»، وهذا الاختراع يحمل مزايا كبيرة مثل الأمان من الانفجار وترشيد استهلاك الكهرباء وهو مرشد لاستهلاك الماء أيضا، وآمن على الأطفال من ارتفاع حرارة الماء، ويوفر استمرار تدفق الماء الحار مهما امتدت فترة الاستخدام، وصغير الحجم، وقد يحصل عليه المستهلك بتكلفة 100ريال فقط تقريبا.