ودعت الأحساء ابنها البار الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة 23/4/2010 وقد ووري جثمانه الثرى يوم السبت 24/4/2010 وشيعته جموع غفيرة من أبناء الأحساء وغيرها، ممن يكنون له وافر المحبة والوفاء، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وذويه الصبر والسلوان. خَيَّمَ الحُزنُ في ربوع البلاد عَرَفَ الناسُ حُرْقة الأكبادِ حين قالوا ترجَّلَ اليومَ شيخٌ عَنْ حياةٍ موفورةِ الأبعادِ عانَدَ الدهرَ لاكتسابِ الأيادي ناصِعاتٍ ويا لَها مِنْ أيادِِ واجَهَ الريحَ باغترابٍ بعيدٍ تلك كانت كرحلةِ السندبادِ حين سارتْ ركابُهُ في ثباتٍ راسخَ الخَطوِ في طريق الرشادِ كان يَرنو إلى المعالي بقلبٍ ملؤهُ الصبرُ ساعيا للمُرادِ وَحَداهُ إلى العلوم اجتهادٌ لا يُضاهى في حَوْمَةِ الاجتهادِ عانقَ الحلمَ في سماءِ الأماني وتخطى تخومَ صعبِ الوهادِ هَدَفٌ كان في الجوانح ينمو طلبُ العِلْم وانتظارُ الحصادِ نهَلَ العِلْمَ من مَنابع أهْلٍ هُمْ بُدُورٌ حين اشتِدادِ السوادِ أسرة كانتْ.. لم تزلْ وستبقى مَصْدَرَ النور في دروبِ العبادِ *** طابَ في مصرَ موئِلا ومُقاما باغترابٍ هُمُومُهُ في ازدِيادِ تلك أرضٌ بها الجَمالُ تمادى ليسَ ينجو سِوَى قويِ الفؤادِ فنهى النفسَ عن هواها وأضْحَتْ في نجاةٍ مِنَ الرياح العَوادي قهَرَ البُعْدَ ما اعتراه خُمُولٌ وهو يُحْيي مَسِيرَة الأجْدادِ ما ثَنَتْهُ عَنِ النجاح أمورٌ شغلَتْ غيرَهُ بطولِ الرقادِ رحْلَةُ العُمْر رغمَ طولِ مَداها توَّجَتْها مكاسِبُ الأمْجادِ *** حينَ عُدتمْ لحضن أم رؤوم وطن العِزِّ والهُدَى والرشادِ واستقامتْ على يديكمْ أمورٌ هِيَ كانتْ من الأمور الشِّدادِ يا كريما إليه تهفو نفوسٌ تبتغي العِلْمَ إنه خيرُ زادِ كم منحتمْ لطالبِ العِلْم دَرْسا واستجبتمْ إذا يُنادي المنادي ما بخلتُمْ بطرح رأي سَديدٍ نحْوَ غرٍّ يَهيمُ في كُلِّ وادِ إنْ رَحَلْتمْ فذكرُكُمْ مُسْتقِرٌّ في الحَنايا على امْتدادِ البعادِ