وقعت إيران وتركيا والبرازيل أمس، اتفاقًا لتبادل اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بوقود نووي عالي التخصيب على الأراضي التركية في محاولة لحل الأزمة الناجمة عن سياسة تخصيب اليورانيوم من قبل إيران. وفي خطوة مثيرة للجدل قد تعود بالملف النووي الإيراني إلى المربع الأول أعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في وقت لاحق ان بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. وقال مهمانبرست “بالطبع ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% سيستمر في بلادنا”. وفيما أعرب الرئيس الايراني احمدي نجاد عن امله في ان توافق الدول الكبرى “على التفاوض بنزاهة واحترام وانصاف” مع بلاده بعد الاتفاق، أكد مسؤول اسرائيلي كبير ان ايران “تلاعبت” بتركيا والبرازيل عبر “التظاهر بموافقتها” على ذلك الاتفاق. وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي التي يتعين عليها الرد على الاتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل. وقال “ليس مطلوبا منا نحن الرد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المخولة بذلك”. من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاتفاق “لا يقدم ردودا على جميع مخاوف” المجتمع الدولي، فيما اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان فرض عقوبات على ايران لم يعد ضروريا بعد التوقيع على الاتفاق. وقال اوغلو ان “هذا الاتفاق يجب ان يعتبر ايجابيا، لم يعد هناك حاجة لعقوبات” ضد ايران. وجاء الاتفاق نتيجة وساطة قامت بها البرازيل وتركيا وقعه في طهران وزراء خارجية الدول الثلاث بحضور الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. واعد المشروع اثر 18 ساعة من المفاوضات بحسب انقرة. وينص خصوصا على قيام ايران بارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب (3.5%) الى تركيا لمبادلته في مهلة اقصاها سنة ب 120 كلغ من الوقود العالي التخصيب (20%) اللازم لمفاعل الابحاث في طهران، كما اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست. واضاف ان اقتراح الدول الثلاث سيرسل في مهلة اسبوع الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ان “مكان تخزين اليورانيوم سيكون تركيا تحت اشراف ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”. واكد انه في حال وافقت الدول الكبرى على هذا الاتفاق فان “ايران سترسل في غضون شهر واحد 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى تركيا”. ويهدف هذا الاقتراح الى محاولة حل الأزمة بين ايران والقوى الكبرى بسبب البرنامج النووي الايراني لا سيما تخصيب اليورانيوم من قبل طهران. وفي أول رد فعل، اتهمت اسرائيل ايران “بالتلاعب” بتركيا والبرازيل عبر “التظاهر بقبول” تسوية حول تبادل اليورانيوم. واكد مسؤول اسرائيلي كبير الاثنين ان ايران “تلاعبت” بتركيا والبرازيل عبر “التظاهر بموافقتها” على اتفاق ينص على تبادل قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تمتلكه بوقود نووي في تركيا. وقال المسؤول ان “الايرانيين تلاعبوا بتركيا والبرازيل عبر التظاهر بموافقتهم” على نقل قسم من اليورانيوم الذي يمتلكونه الى تركيا لمبادلته بوقود نووي. واضاف ان “الايرانيين سبق أن لجأوا الى الحيلة نفسها عبر ادعائهم الموافقة على آلية كهذه لخفض التوترات ومخاطر عقوبات دولية مشددة، ومن ثم رفضوا الانتقال الى التنفيذ”.