منعت إسرائيل مؤخرًا المفكر الأمريكي اليهودي نعوم تشومسكي (82 عامًا) الذي دأب على انتقاد سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، من الدخول للضفة الغربية، حيث رفض مسؤولو الهجرة الإسرائيليون السماح له بالعبور، بالرغم من أن تشومسكي كان يهدف من الزيارة إلى إلقاء محاضرة في جامعة بير زيت، ومعهد الدراسات الفلسطينية في رام الله، هذا المنع أعتبر من قِبل العديد بأنه مصادرة للحريات، وحجر على الآراء من قِبل إسرائيل التي تتظاهر بأنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، إلى جانب ما يمثله من إهانة لعالم ومفكر وفيلسوف يعتبر أشهر عالم لغويات في العالم، وأحد أبرز ثلاث شخصيات ثقافية على قيد الحياة، وفق استطلاعات الرأي الأمريكية. سبب المنع هو مناصرة تشومسكي للفلسطينيين وقضيتهم، وفضح انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني من خلال الاحتلال والمذابح والإرهاب، وهو ما دفع منظمة بناي بريث (أبناء العهد) الصهيونية الماسونية إلى نعته بأنه أشد مواطني الولاياتالمتحدة عداءً لإسرائيل. تشومسكي ليس اليهودي الأمريكي الوحيد المرفوض إسرائيليًّا بسبب مواقفه السياسية، فقد سبق وأن قامت السلطات الإسرائيلية بترحيل الكاتب اليهودي الأمريكي نورمان فلنكشتاين بمجرد وصوله إلى مطار «بن جوريون»؛ للسبب نفسه، حيث يعتبر كتابه «صناعة المحرقة» دليل إدانة لإسرائيل، عندما أثبت أن هذه الدولة المارقة توظف ما تعرض له اليهود على أيدي النازيين إبان فترة الحرب العالمية الثانية لصالحها. ليس فقط تشومسكي وفلنكشتاين هما وحدهما اللذان يجاهران بعداوتهما للصهيونية وانتقادهما اللاذع لإسرائيل، فقد كان هنالك دائمًا مفكرون وعلماء يهود لا يتورعون عن اتّهامهم لإسرائيل بالعنصرية والنازية والفاشستية، إلى جانب قائمة طويلة لا يمكن حصرها من مفكرين وساسة وأدباء وفنانين عالميين. ويمكن أن نذكر أيضًا المفكر والدبلوماسي الأمريكي اليهودي ألفريد ليلينتال الذي ذاع صيته في العالم العربي في خمسينيات القرن الماضي من خلال كتبه التي عرّى فيها الصهيونية، وفضح مخططاتها العدوانية ضد الفلسطينيين والعرب، وعلى الأخص كتابيه «ثمن إسرائيل»، و«هكذا يضيع الشرق الأوسط».