** لم تكن المرة الأولى كما يتوهم البعض التي ينشأ فيها ائتلاف بين حزبي المحافظين والأحرار، فلقد انضم المحافظون إلى حكومة ائتلافية يتزعمها زعيم حزب الأحرار- الأصلي- بزعامة (لويد جورج) في حقبة الحرب العالمية الأولى- واستمر التحالف بين الحزبين منذ عام 1915م حتى 1922م، وهي الحقبة التي تقلد أثناءها (أرثر بلفور) المحافظ وزارة الخارجية وأصدر بدعم من لويد جورج وعد بلفور الشهير سنة 1917م. ** في نهاية السبعينيات الميلادية صعد إلى زعامة حزب الأحرار شخصية عرفت بالانفتاح والتهذيب وهو (ديفيد ستييل) DAVID- STEEL، وكان (ستييل) أول من نادى بين السياسيين الغربيين بفكرة قيام دولة فلسطينية وذلك في حقبة الثمانينيات الميلادية وتحمل في ذلك عنتاً كبيراً وخصوصاً أن مارجريت تاتشر زعيمة حزب المحافظين ورئيسة الوزراء -آنذاك- 1979-1990م كانت تحمل ولاء صهيونيا يمتزج فيه الديني بالسياسي. ** في انتخابات عام 2005م قاد حزب الأحرار الديمقراطيين شخصية عرفت باستقلال رؤيتها السياسية وهو تشارلز كينيدي واستطاع أن يحصد في تلك الانتخابات حوالى سبعين مقعدا وكان العمَّال بزعامة (بلير) يحاربون (كينيدي) لأنه صوت في البرلمان ضد دخول بريطانيا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في حرب للاستيلاء على البلد العربي- العراق-. ** وبعد الانتخابات مباشرة شنت الصحافة البريطانية المحافظة حربا ضد (كينيدي) وفجأة استقال الرجل الشجاع من منصبه. في عام 2007م استقال (مينيز كامبيل CAMPIELL من زعامة الحزب، وكان الشاب الصاعد (نك كليغ) يرقب المشهد من (بروكسل) حيث يعمل في المفوضية الأوروبية ويتحدث خمس لغات ويحمل شهادتين إحداهما في علم الانثربولوجي، والأخرى من كيمبردج في فلسفة السياسة، الخلاف كبير بين الحزبين اللذين شكلا ائتلافا ولكن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها بريطانيا حملت كميرون وكليغ لتشكيل حكومة ائتلافية فهل يتعلم الدرس بعض اخوتنا العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون والعراقيون فذلك فارق حضاري كبير؟؟.