ما قرأته أخيرًا عن بعض حوادث سلبية تعرض لها بعض المواطنين السعوديين في مملكة البحرين الشقيقة يجعل مناقشة هذه الظاهرة بشكل عقلاني يتناسب مع عمق العلاقات بين الدولتين الشقيقتين هو أمر ضروري لإزالة ما قد ينشأ من مظاهر، وإن كان يصعب أن تؤثر على طبيعة العلاقات بين الدولتين، إلاّ أنها بقع سوداء لابد من إزالتها لإبقاء العلاقات بنفس القوة والزخم الذي يتوق له الشعبان الشقيقان. وأبدأ هنا بالتقدير لموقف سفيرنا في البحرين الدكتور عبدالمحسن المارك تجاه بعض هذه المظاهر وآخرها ما نشرته بعض مواقع الإنترنت وتناولت وساطته الحميدة لإنهاء مشكل تعرض له مواطن سعودي وأسرته نتيجة لما يبدو أنه سوء تفاهم أدى إلى تعقيدات استطاع بحنكته وخبرته أن يزيلها، ناهيك عن مرونة الإجراءات التي اتخذها لتذليل ما قد يواجه المواطن السعودي من صعاب كانت فيها سفارة خادم الحرمين الشريفين في البحرين الشقيق البيت الذي يجد فيه المواطن السعودي الصدر الحاني والمكان الذي يلجأ إليه عند الشدائد. وكيف لا وهو الدبلوماسي المحنك الذي كان واجهة للدبلوماسية السعودية في وزارة الخارجية لأعوام قاربت الثلاثين، توّجها بكتاب ثري عكس فيه خبرته، وهدف فيه أن يكون في متناول كافة القرّاء، تحدّث فيه عن الدبلوماسية كعلم يعني المختصين، وكفن يمكن أن يمارسه الجميع. وإذا كان «جسر المحبة» بين البلدين قد قربهما، فإن هذه النوعية من الدبلوماسيين السعوديين هم أدوات وصل إيجابية لتعميق العلاقات المميزة مع الدول الشقيقة التي يجمعنا بها كثير من الأواصر المتينة. ولا أريد أن أخوض في السلبيات التي تظهر هنا وهناك والتي لا تعكس عمق العلاقات المميزة بين البلدين، لكنني أقترح أن يقود مواطنون سعوديون ما يمكن أن أطلق عليه «زيارة محبة» للشعب البحريني الشقيق، يحملون فيها من خلال «جسر المحبة» مبادرة لإنهاء ما قد يشوب العلاقات من مظاهر نود أن لا تتكرر مستقبلاً. فنحن أشقاء للأبد مهما صنع بعض السفهاء منا! نافذة صغيرة: (إن السلوك الدبلوماسي يرتكز في أساسه على السلوك الإنساني المتحضر..) عبدالمحسن المارك