تسبب غياب حديد التسليح عن السوق في منطقة الباحة إلى أضرار بالغة وشاملة أصابت جميع الشرائح من مواطنين ومقاولين وشركات الخرسانة الجاهزة وأدى هذا النضوب الذي مر عليه قرابة الشهرين إلى حالة من الركود المتزايد يوماً بعد آخر، وارتفعت قائمة تسجيل شراء المواطنين إلى 500 شخص ينتظرون وصول الحديد حتى يصرفون الكميات التي يطلبونها لاستكمال منازلهم التي توقف العمل يها بسبب اختفاء الحديد من السوق. وأشار عدد من موزعي البحديد في الباحة إلى ان اختفاء الحديد من المستودعات، اجبر الكثيرين للتوقف عن تشييد منازلهم وكذلك توقف المقاولين عن بعض المشاريع فما زالت أزمة شحّ الحديد بالأسواق مستمرة وتلقي بظلالها بانتكاسة حركة المشاريع والبناء بشكل عام. وقالوا خلال زيارة قامت بها “المدينة “ امس على بعض المستودعات : إنهم تكبدوا خسائر فادحة جراء نقص الحديد وعدم توافره متأثرة بالزيادة الأخيرة التي طرأت على الاسعار، وعدم تواجده بالاسواق المحلية وقد شهدت كثير من منافذ بيع الحديد ازدحاماً شديداً بسبب التسابق في الحصول علي الحديد، الذي اختفي تماماً في جميع المحافظات، واختفت الصورة المعتادة للشاحنات المحملة بالحديد على طريق الطائف – الباحة واشار احد موزعي الحديد في منطقة الباحة”فضل عدم ذكر اسمه” إلى أن الباحة تشهد اختفاء الحديد منذ شهرين ولا يأتي الا في النادر وقد زاد عليه الطلب حيث أن المقاسات 14 ملم و 16 ملم اختفت تماما من الأسواق، رغم أن تلك المقاسات تستهلك على نطاق واسع في عمليات البناء والتشييد في المشاريع السكنية و التجارية. من جانبه أكد سعيد الغامدي (مقاول بناء)، منذ أكثر من شهرين والأمور تسير بشكل غامض، فعندما نسأل التاجر والموزّع الذي نتعامل معه عن أسباب هذا النقص يرجع الأمر إلى المصانع ويلقي اللوم على المصانع ونحن لا نعلم الى اين نتجه !!، والبعض يقول إن الازمة بسبب العرض والطلب، فالمعروض قليل جداً والطلب على الحديد متزايد ، فيما تعزو فئة ثالثة الاسباب إلى آلية التصدير والاستيراد، أو لجوء بعض التجار إلى التخزين بانتظار رفع الأسعار أو بيعها في السوق السوداء، وهكذا حسب رأي الغامدي- ندور في حلقة مفرغة نتيجتها عدم معرفة الأسباب وتكبّد الخسائر وتوقف المشاريع الخاصة بالمواطنين. وأشار حامد علي إلى أن الكثير من الاعمال المعمارية شبه متوقفة الآن فأكثر من ثلاثين منزلا مازالت متوقفة بسبب عدم توافر الحديد. اما المواطن جمعان الزهراني فيشير الى ان كثيرا من المساكن متوقفة، ولم يكتمل بناء اسقفها بسبب غياب الحديد وخصوصا مقاس 16 الذي يعتمد عليه كثير من المقاولين. ويتساءل عبدالرحمن الزهراني عن هذا الاختفاء الذي كبدنا خسائر ودفع اجور للعمالة الذين توقفوا عن العمل بسبب النقص. ويشير احد باعة الحديد في الباحة ان قائمة الانتظار لصرف حصص الحديد حسب المتوفر وصلت إلى 500 شخص، ومازال الحديد غير متوفر ولكن ننتظر الحديد المستورد الذي سيخدمنا امام الزبائن واشار عدد من الاهالي إلى توافر حديد مصنع الاتفاق ولكن بشكل قليل جدا وفي مقاسات محددة. أما المستهلك علي الحسني فأشار إلى أن الحديد الصيني أصبح غير متوفر في السوق هذا الأسبوع، مع العلم أن الكميات التي كانت متوفرة هي كميات مخزنه متآكلة، ولكن سبب الأزمة جعل المستهلك لا يفرق بين الحديد المخزن والحديد الجديد والمحلي والمستورد.