سعودة ورش السيارات بين الواقع والمأمول جولة واحدة في أحد مجمعات الورش بمدينة كمدينة جدة على سبيل المثال تكفي لان تصنع على وجهك كل علامات الاستفهام وترسم التعجبات وتترك في نفسك انطباعا لا يوصف عن انتشار العمالة الوافدة.. مجمعات الورش لدينا أشبه بالمدينة داخل مدينه ففيها كثير من الفوضى المهنية.. وتعج بالعمالة غير المؤهلة وغير المدربة انما (تعلم الحلاقة على رؤوس الغلابا) وربما غير نظامية أيضا.. مئات الورش بها آلاف الأيادي العاملة الوافدة.. تخيل معي أخي القاري لو تم سعوده ورش السيارات لتفتح عينيك يوما وأنت داخل لأحد مجمعات الورش وتجد آلاف الشباب السعودي وهم يحملون المفاتيح والمفكات والعدد وقد تزينت ايديهم بزيوت العمل الشريف والكسب الحلال.. بعيدا عن تلك الأمور العاطفية.. يقول معالي وزير العمل د. غازي القصيبي: (إن واقع العمل في ورش السيارات لا يساعد على عمل السعوديين فيها، لأن أكبر راتب يدفع للعامل فيها 4000 ريال بينما متوسط الرواتب ما بين 1500 و2000 ريال، كما أن عدد العاملين في الورش يبلغ 100 ألف، بينما عدد السعوديين العاملين فيها 140 شخصا فقط). معالي الوزير إن الألف ميل تبدأ بخطوة.. فليس من المعقول وليس بين عشية وضحاها ستتحقق سعودة الورش.. ولكن في المقابل ليس مستحيلا.. ففي غضون خمس سنوات على اقل تقدير وبتضافر جهود الجهات ذات الصلة بالسعودة يتحقق ذلك المستحيل.. ولعل الخطوة الأولى في الألف ميل هي تشجيع خريجي المعاهد المهنية والكليات الصناعية على أن يبدأ مشروع ورشة.. وحقيقة القول أن هذا التشجيع يبدأ من وسائل الإعلام فمن خلال المقالات الصحفية والتقارير الميدانية والبرامج والندوات عبر الشاشات ولإيماننا التام بدور الإعلام في توجيه الرأي.. فسيكون لتلك الدعوات الأثر البارز في إحياء روح العمل المهني الحر والاعتماد على الذات في نفوس الشباب.. والخطوة الثانية هي دعم خريجي الكليات الصناعية والمعاهد المهنية وكل شاب صادق في إيجاد عمل وتقديم المساعدة المالية لهم من خلال إقراضهم من صندوق الموارد البشرية أو بنك التسليف وتزويدهم بالجدوى الاقتصادية بفتح ورش مع اشتراط أن يعمل هذا الشاب المقترض بها ويسعود كل العاملين بها.. والشاب السعودي قادر على أن يثبت ذاته متى ما أتيحت له الفرصة وأعطي الثقة.. ياسر أحمد اليوبي – مستورة الكوارث والثقافة الوقائية تعقيباً على ما ذكرته الأخت الكاتبة (فادية بخاري) بالمقال المعنون (حتى لا نفجع بالكوارث الطبيعية) في صحيفتكم الغراء (عدد 17181) ليوم السبت الموافق 24 جمادى الأولى 1431ه، فقد استطاعت الكاتبة أن تضع أصبعها على موطن الخلل، فاسمحوا لي أن أضيف على ما تقدمت بها الكاتبة الكريمة، هل نحن مستعدون لمواجهة الكوارث الطبيعية؟! واقصد بكلمة (نحن) للمواطنين والمقيمين، وهل نحن مدربون على عمليات الإخلاء والحماية والإنقاذ والإسعافات الأولية وأولويات إدارة الأزمة في مدارسنا وجامعاتنا ودوائرنا الحكومية والقطاع الخاص ومجمعات الأسواق والأماكن العامة وفي أي مكان تحدث فيه كارثة، وهل لدينا أماكن مجهزة للإيواء؟! لماذا لا نرى ورش عمل في المدارس والجامعات لنشر الثقافة الوقائية، لماذا لا تنشر الثقافة عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل تلك التساؤلات يجب طرحها للجهات ذات الاختصاص لمناقشتها بجدية، فنحن لسنا بمنأى عن دول العالم الذي يرفع شعار (السلامة أولاً) فما بالكم بسلامة البشر. سلطان هلال أبو ربعة - جدة امتلاك روح المبادرة إن طبيعتنا الأساسية هي ان نكون فاعلين وليس أن نكون عرضة لأفعال الآخرين وكما نعمل مع معاونينا في اختيار استجاباتنا لظروف معينة فإن ذلك يعطينا القوة على خلق تلك الظروف والأخذ بزمام المبادرة لا يعني ان تكون مندفعا اهوج او عدوانيا ، انه يعني ادراك مسؤولياتنا في صنع الاحداث، ان الذين يملكون روح المبادرة هم الذين يكونون انفسهم حلا للمشكلة ليس المشكلة ذاتها الذين يقبضون على المبادرة لفعل ماهو ضروري من اجل اداء المهمة، وروح المبادرة هي جزء لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية ولكن يجب علينا ان نأخذ في الاعتبار مستوى النضج الاجتماعي عند الافراد. إن الانشطة التجارية وفئات المجتمع والمؤسسات من كل نوع بما في ذلك العائلات يمكن ان تمتلك روح المبادرة وبوسعها ان تجمع ما بين الابداع والطاقات الكامنة لدى الافراد الذين يمتلكون روح المبادرة لخلق محيط يتسم بالمبادرة لأن هذه المؤسسات لا يجب ان تكون تحت رحمة الظروف المحيطة، إن بوسعها ان تمتلك روح المبادرة لتحقيق القيم والأهداف المشتركة للأفراد المعنيين بها. قال جورج اندرسون (الاشياء الوحيدة التي تتغير في حياتك وتجعلك سعيدا هي الأشياء التي تركز عليها وتعطيها اهتمامك). هناك من يفسر كلمة روح المبادرة على أنها تعني (مقتحم- عدواني- أو غليظ المشاعر) غير ان الأمر ليس كذلك اذ إن الايجابيين ليسوا مقتحمين إنهم اذكياء تدفعهم القيم ليقرؤوا الواقع ويعرفوا ما هو المطلوب. إن التخلص من صفة التردد والاضطراب وتنمية روح المبادرة والاقدام في الفكر والعاطفة تقدمك الى الامام والا ستبقى سجينا كلما كررت العمل نفسه ستحصل على النتائج نفسها. ليس من الضروري ان نمر بتجربة عصيبة حتى نتعرف على روح المبادرة لدينا ونعمل على تطويرها فإننا من خلال احداث حياتنا اليومية نستطيع ان نطور من امكاناتنا للتعامل مع الضغوط غير العادية للحياة مثل كيفية استجابتنا لعميل غاضب او طفل غير مطيع بل تتمثل في كيفية رؤيتنا لمشكلاتنا. مجدي سليمان صفوت - جدة