أكد أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بن سعيد ال غانم الغامدي، ان العقوم الترابية التي يتم وضعها على حدود قطع الاراضي الفضاء كانت من ابرز أسباب كارثة جدة، مشيرا الى ان العقم الترابي الذي وضع على أرض فضاء شرق حي قويزة عمل على تجمع المياه بكميات كبيرة الى ان انهار العقم من الجهة الشمالية واندفعت المياه بشكل قوي وسريع محدثة الدمار الذي تعرضت له المنطقة في ذلك اليوم. وقال في تصريح ل “المدينة” ان وجود العقوم في الاراضي الفضاء وخاصة التي تكون قريبة من مصبات الاودية وفي مجاري السيول يشكل خطرا كبيرا على المواقع القريبة منها، ذلك أن المياه عند هطول الامطار تتجمع في الارض المحاطة بالعقم حتى تتشكل ما يشبه البحيرة وتتزايد الى حد معيّن، هو درجة تحمل العقم للمياه وصموده، إلا أن الصمود والتحمل لن يطول كثيرا كون تلك العقوم تنهار عند حد معيّن وتندفع المياه المتجمعة بسرعة عالية وتجرف كل شيء امامها، وهذا يكون بحسب كمية المياه المتجمعة ومقدرا جريانها وسرعتها. وبين د. الغامدي أن ازالة العقوم الترابية تتم بطريقة فردها وتوزيع كمية التراب على الارض الفضاء حتى لا تتجمع المياه خلف ذلك العقم. واضاف: ان عملية وضع العقوم الترابية منتشرة، ويقوم ملّاك الاراضي بوضعها كونها الاوفر في عملية تحديد الارض او وضع حواجز لمنع الدخول اليها والتخلص من المخلفات التي يرغب البعض في رميها في اي موقع وخاصة مخلفات المباني وغيرها، وأغلب من يستخدم العقوم الترابية هم اصحاب الاراضي الذين لا يملكون صكوكا رسمية عليها، وكونها الارخص والاقل ثمنا خاصة في ظل الارتفاع الذي تشهده مواد البناء مثل الاسمنت والحديد والخرسانة. ولفت الى ان قرار خادم الحرمين الشريفين وأمره بالعمل على ازالة هذه العقوم من خلال الجهات المكلفة جاء للقضاء على احد أهم الاسباب التي قد تؤدي إلى تكرار وقوع مثل هذه الكوارث بسبب تجمعات كبيرة من المياه نتيجة وجود تلك العقوم. واعتبر الامر الملكي حازما ورادعا لكل من تسبب في وقوع الكارثة ودرسا للاخرين، مشيرا الى ان اللجنة التي صدر الامر الملكي بتشكيلها للتحقيق مع كل الشركات والمؤسسات التي يثبت تقصيرها او اخلالها بالنظام، سيكون رادعا لتلك المؤسسات وسيجعل الجميع يتحمل مسؤولياته ويؤدي العمل المسند إليه بالشكل المطلوب.