حرْق المستوطنين الإسرائيليين مؤخرًا لمسجد قرية اللبن الشرقية في نابلس وتدمير مسجد قرية الدهنية في رفح يعتبر بمثابة جريمة حرب إضافة إلى أنه يدشن لمرحلة جديدة في الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على الأرض والإنسان والتراث والمقدسات في فلسطين ، إلى جانب ما تمثله من امتداد لاعتداءاتها المتواصلة على المسجد الأقصى ومحاولة تهويدِه ومنع المصلين من الوصول إليه والسيطرة على الحرم الإبراهيمي بالخليل ، بما يعكس في صورته النهائية حقدًا صهيونيًا صارخًا على الإسلام والمسلمين ويحمل في طياته درجة كبيرة من التطرف والكراهية والعنصرية الدينية المقيتة ، خاصة وأنه يأتي في أعقاب ما كشفت عنه مصادر الأنباء مؤخرًا عن قيام سجان بسجن عسقلان بتمزيق نسخة من القرآن الكريم أمام المعتقلين متحديًا ومستفزًا لمشاعرهم الدينية . هذه الجرائم تضاف إلى جرائم مشابهة كان آخرها إحراق مسجد ياسوف في نابلس منتصف ديسمبر الماضي ، وتشكل في مجملها سلسلة واحدة مع الجريمة الكبرى التي استهدفت حرق المسجد الأقصى المبارك عام 1969 . لا يخفى على أحد أن لزوم سلطات الاحتلال الصمت إزاء تلك الجرائم، بل ومحاولتها توفير الحماية للجناة وهم يقومون بهذه الأفعال الشائنة من شأنه تشجيعهم على التمادي في جرائمهم المحرمة وفقًا لكافة الشرائع السماوية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية. غني عن القول إن هذه الاعتداءات التي تستهدف الرموز الدينية للمسلمين وتعكس استهتار إسرائيل بمشاعر مليار ونصف مليار مسلم حول العالم من شأنها إشعال جذوة حرب دينية لا تحمد عقباها ولا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تجلبه من دمار ومآسٍ على مستوى العالم كله . إن هذه الجرائم تمثل سلسلة واحدة متصلة مع الجريمة الكبرى التي استهدفت حرق الأقصى 1969.