قال صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ان علينا مسؤولية كبيرة تجاه التصدي للهجمة "الشرسة" التي تتعرض لها بلادنا من كافة انواع الاعلام العالمي ومن كافة الثقافات التي توجه الى مجتمعنا، وتستهدف المجتمع الشبابي بالذات، وعلينا تحصين الشباب والفتيات بالوعي، وزرع الثقة بأنفسهم وتاريخهم ووطنهم. ووصف سموه دور المثقفين والاكاديميين ب "الهام" ، لافتا الى ان الوضع الآن اصبح اكثر ملاءمة مع توفر الامكانات والفرص في ظل هذه الكراسي العلمية "المتخصصة" لتقديم المزيد من الوعي والثقافة في المجتمع وننتظر منهم نتائج كبيرة جدا، وبين أن الفعاليات الثقافية والبرامج التدريبية بدأت بالفعل، مشيرا الى تقديم 17 بحثا علميا لكرسي منهج “الاعتدال السعودي” ، ووصف ذلك ب "انجاز كبير جدا" خلال فترة وجيزة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي صباح امس بقصر سموه في محافظة جدة، عقب توقيع جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الامام محمد بن سعود مذكرتي تعاون علمي وثقافي، الأولى بين كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الامام الاسلامية وكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز، والثانية في مجال البحث العلمي والبرامج الاكاديمية والثقافية المشتركة. منبع واحد ومصب واحد وأكد سموه أن كرسيي الوحدة الوطنية ومنهج الاعتدال السعودي ينطلقان من منبع واحد ويصبان في اتجاه واحد، مؤكدا أن نشر الفكر الواعي والثقافة الحقيقية والمعلومات الصحيحة والقيم والمبادئ النبيلة والتمسك بالدين الاسلامي السمح، هو الطريق السليم لتوعية شبابنا وفتياتنا ، واصفا صوت الفكر والمنهج المتطرف (سواء من اليمين او اليسار) ب "المرتفع" ، فيما المنهج المعتدل ليس له صوت عال مثل التطرف. وقال إن هذا الكيان الكبير للمملكة والذي يعتبر الان من أهم الكيانات في المنطقة والعالم، لم يبن على التطرف بل قامت دعائمه بالكفاح الذي بذله آباؤنا واسلافنا حتى اصبح القاصي والداني يحترمانه، وهذا التوجه يستحق منا نحن الآن ان نثبته وأن ننشر وعيه وطريقته ونهجة لابنائنا وبناتنا من الجيل الحاضر والاجيال المقبلة. توقيع الاتفاقيتين وأهدافهما وقام بتوقيع الاتفاقيتين في قصر سمو الأمير خالد الفيصل بجدة كل من الدكتور اسامة بن صادق طيب، مدير جامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الامام محمد بن سعود. وتهدف المذكرة الاولى الى تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية في بعديه الاجتماعي والسياسي بما يتناسب وطبيعة النظام السياسي في المملكة والقيم الاجتماعية السائدة، اضافة الى اظهار الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي، وكذلك رفع وعي وثقافة المجتمع تجاه الافكار الضارة بكيانه كالتطرف والغلو والتغريب، فيما تهدف الثانية الى تحقيق التميز في مجال البحث العلمي والبرامج الاكاديمية المشتركة بين الجامعتين. ونصت بنود الاتفاقيتين على التعاون في اقامة برامج وفعاليات علمية وثقافية وبرامج تدريبية في مجال كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز وكرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، والمجالات العلمية والثقافية المشتركة، والشراكة العلمية بين الطرفين في مجال اعداد البحوث والدراسات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الدعم العلمي والاكاديمي بين الطرفين عبر توفير الكفاءات الاكاديمية المتخصصة وذات الخبرة، وتقديم الاستشارات العلمية والثقافية المتخصصة والعمل على صياغة استراتيجية مشتركة فاعلة لتنمية شعور المواطنة ونشر ثقافة الاعتدال السعودى افراد المجتمع السعودي. وتشمل الاتفاقيتان انشاء قواعد معلومات مشتركة حول دراسات الوحدة الوطنية ودراسات تأصيل منهج الاعتدال السعودي وكذلك في مجال الابحاث والوسائل العلمية، اضافة الى اتاحة كل طرف منهما للآخر فرصة التنسيق المسبق بتهيئة مرافقه المناسبة داخل المملكة وخارجها للاستفادة منها في اقامة المؤتمرات وبرامج التدريب وورش العمل، تكوين فريق عمل مشترك يضم مختصين من منسوبي الجامعتين لتفعيل هذا التعاون العلمي والثقافي، تبادل الاساتذة الزائرين بين اعضاء هيئة التدريس في كلا الطرفين في التخصصات العلمية المختلفة، اقامة البرامج التطويرية والتدريبية المشتركة لأعضاء هيئة التدريس والاداريين في كلا الطرفين، وإقامة برامج طلابية مشتركة بين الطرفين تهتم بتفعيل النشاط الطلابي وتنويع مجالاته. وأوضح د. طيب أن الاتفاقيتين تأتيان في اطار اهتمام الجامعة بالتعاون الثقافي والعلمي مع العديد من الجهات، مؤكدا أن مفهوم الوحدة الوطنية في بعديه الاجتماعي والسياسي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمنهج الاعتدال السعودي، لذلك فإن التعاون بين كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وكرسي الامير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز سوف يصب بإذن الله تعالى في مصلحة واحدة ويسهم في تحقيق هدف واحد يخدم اهداف الكرسيين العلميين. وأكد أن هذا التعاون بين جامعتين عريقتين من جامعات المملكة يأتي تحقيقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في خدمة الوطن والمواطن من خلال البحث العلمي والتعاون المشترك لما فيه مصلحة البلاد والعباد.