في جنازة حضرها عدد كبير من رموز الثقافة والفكر والإعلاميين والفنانين وعدد كبير من نواب البرلمان والوزراء المصريين، شيعت بعد ظهر أمس جنازة عميد الكتابة الساخرة الصحفي المصري محمود السعدني الذي وافته المنية مساء الأول من أمس (الثلاثاء) عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع طويل مع المرض إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية وضيق شديد في التنفس، حيث تم تشييع جثمانه من مسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة بالمهندسين. وأشار أكرم السعدني نائب رئيس تحرير مجلة الكواكب أن والده تعرض لبعض الأمراض عام 2006 أقعدته بالمنزل وعلى أثرها اعتزل الحياة، حيث تعرض لجلطه بالمخ وأخرى في الشريان التاجي بالقلب، ويوم وفاته تعرض لأزمة نفسية حادة أثناء نقله إلى المستشفى كانت السبب في وفاته، فيما قال الفنان صلاح السعدني شقيق الراحل وهو يغالب دموعه: كان ساعدي الأيمن في حياتي، كنت الجأ إليه في كل مشكلة، فكان بالنسبة لي الأب بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وكان حنونًا علينا جميعًا.. نسال الله أن يسكنه فسيح جناته. أما الكاتب إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب فيقول: كان قلب مصر النابض بالفكاهة، وبوفاته فقدنا علمًا كبيرًا من أعلام الفكر والسياسة والأدب، وكانت له بصماته المثيرة في كثير من المجالات، كما تميز بقلم جريء ينطق عن لسان ساخر. لا يخاف لومة لائم، ويظهر ذلك جليًا في أعماله الخالدة التي تناولت مواضيع حياتية متنوعة، مثل مسافر على الرصيف، ملاعيب الولد الشقي، وداعًا للطواجن، وهي مجموعة مقالات ساخرة يتعرض فيها لتجربته مع الأكلات الدسمة، ورواية قهوة كتكوت. ويقول الكاتب وحيد حامد: يعد السعدني رائد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، ويمثل ظاهرة فريدة في الأدب العربي المعاصر، حيث اجتمعت فيه خصائص الأديب العربي، كما أنه من أبرز كتاب الواقعية النقدية التي علا مدها في أواخر الخمسينيات وعقد الستينيات، حيث يتركز اهتمام الكاتب على الطبقات الشعبية في القرية أو في المدينة. ويصفه أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بأنه كان كاتبًا له مذاق مختلف ولغة مختلفة، وكان رجلاً مصريًّا صميمًا يمتاز بشخصية وطنية بديعة مخلصة. ويشير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين أن السعدني مات ضاحكًا، مضيفًا بقوله: لقد وهنت ذاكرته في مرضه الأخير الذي استمر سنوات والتي حالت دون خروجه من بيته أو كتابته الأسبوعية التي ظلت منتظمة، وأضاف أن كتاباته تمتاز بأنها تجمع بين الفصحى والعامية، وعاش مخلصا للناس البسطاء، ومخلصا لكل حواديت التاريخ التي تبدو أنها على هامشه، وامتلك قدرة استثنائية في تناول الأحداث السياسية التي كان طرفا فيها أو تلك التي سمع عنها بأسلوبه الساخر الذي ظل ماركة مسجلة باسمه