الآن بات من الممكن تعبئة الشمس في قنانٍ، وبيعها للآخرين، تمامًا كما أصبح طلاء الهواء وتلوينه -بأي لون كان- سهلاً ومنطقيًّا، مثلما يحدث الآن في المسارح الحديثة، وصالات العرض العالمية، حيث بات أمرًا عاديًّا تكوين الرذاذ، والأعاصير، والسحب، أو الدخان، وتحضير مناخات مختلفة عن طريق الإضاءة فقط، أليس ذلك طلاءً للهواء بامتياز ؟! إذًا وبذات المنطق أصبح الآن ممكنًا تعبئة أشعة الشمس، ونقلها لبيعها لجهات عديدة، ولا يهم كيف يتم ذلك، بالقوارير، أو البراميل، أو الأسلاك، المهم أن الأمر صار حقيقة، بفضل التقدّم الهائل في تقنيات الطاقة الشمسية، هذه الطاقة النظيفة والدائمة إلى قيام الساعة، بعكس موارد الطاقة الأخرى الآخذة بالنفاد إن عاجلاً أو آجلاً. أوروبا أدركت هذه الحقيقة منذ وقت طويل، وبدأت تعمل لإيجاد الحلول لموارد بديلة للطاقة تكون مستدامة، فطوّرت تقنيات فى مجالات عديدة، منها الطاقة الشمسية، والتي بدأت خجولة، إلى أن أصبحت اليوم الملاذ والارتكاز، وهي تعمل منذ الآن لتنفيذ أكبر مشروع لنقل الطاقة الشمسية من صحارى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وبعبارة أكثر وضوحًا، اشترت الشمس لتؤسس مشروعًا إستراتيجيًّا للطاقة النظيفة والرخيصة، على أن يكتمل هذا المشروع بحلول عام 2050م، نعم.. إنهم يفكرون بعمق وتوغل أبعد في أدغال المستقبل، حتّى لا تداهمهم الكوارث، فيتجمّدوا في بيوتهم من البرد حين تشح مصادر الطاقة التقليدية وتنضب، وقد يقول قائل: لماذا يساورهم الخوف وبين أيديهم تقنيات الطاقة النووية التي تسد هذا النقص؟ نعم هذا سؤال مهم، وقد توصلوا إلى إجابة تقول: إن الطاقة النووية خطيرة على البيئة، وحياة الإنسان، وهي قنبلة موقوتة، حتّى وإن أخذت طابعًا مدنيًّا، ولهذا لجأوا للشمس فوجدوها عند العرب وآخرين فشروها، لست أدري، ربما بثمن بخس، ونحن فيها من الزاهدين، ثم إنهم اكتشفوا أن مشروعًا واحدًا للطاقة الشمسية، يعادل في طاقته ست محطات نووية، إلاّ أنها آمنة، نظيفة، وخالدة. ومَن يدري؟ ربما يشتري أجيالنا القادمة زيت الشمس منهم؛ لإشعال القناديل، وتحريك المركبات يومئذٍ، وحين يسود الظلام. نافذة: من حقك أن تزهو بما لديك اليوم، وغدًا، وبعد غدٍ.. ولكن حذارِ أن يبيعك الآخر كنزًا أنت سيّده!!