طرحت الفنانة التشكيلية بدور السديري (عضو مؤسس بالجمعية السعودية للفنون التشكيلية) فكرة ورؤية حول إحياء التراث السعودي والفن التشكيلي، وجعل هذا التراث الرائع بصمة موثقة ومعروفة في التشكيل العالمي. وطالبت السديري بالاستفادة من الإمكانيات الفنية وتسخيرها لخدمة المجتمع السعودي، وقالت: بذلك نكون قد بدأنا بالخطوات الأولى الصحيحة بجعل التراث ضرورة للنمو العقلي والتذوق الجمالي واتساع مفهوم الثقافة في التراث لدى الفرد من أجل جعل التراث والفنون والسياحة سلسلة مترابطة لا يمكن الاستغناء عنها، وذلك يترتب عليه أسس ودعامات لا يغفل عنها المجتمع الثقافي والمهتم بهذا الخصوص، ووزارة الثقافة والإعلام لها جهود كبيرة نلمسها على أرض الواقع، وبالأخص التوجّه الجديد لها وعلى جميع الأصعدة والذي ننتظر نتائجه بكثير من التشوق، ومن أجل ذلك طالبت بتفعيل الحرف، والنسائية خصوصاً، وإنتاج أعمال تخص البيئة السعودية، وكمثال: عمل بساط يدوي بالألوان وتصميم يحوي بشكل مباشر البيئة السعودية وتراثها، فهو فن بحد ذاته يُقتنى ويُطلب بكثرة، ولا بد من دراسة جدية على الأقل للتصاميم التي تعمل عليها الحرفية أو الحرفي لنصل إلى تراث سعودي حقيقي وأصيل في زمن اختلطت فيه الحضارات، فعند زيارة أي شخص لمعرض تشكيلي لمناسبة معينة أو مرافقته لمهرجان موسمي مثلاً، من الجميل وجود عرض فني مرافق له يحوي الحرف والمشغولات والتي يتم صنعها على مرأى من الزوار، وعندها ستفكر بشراء إحدى هذة الحرف، ولكم أن تتخيلوا عندما تكون هذة الحرفة (التراثية) تضع حروف أجنبية على التصميم، أو رموز اخرى تحوي لنقوش وزخارف آسيوية مثلاً!! عندها ستتلاشى الرغبة بالشراء لكون هذة الحرفة لا تشعرني انني اقتنيت مشغولة حرفية تحوي ثقافة سعودية، وإنما اختلطت بها تصاميم دخيلة على تراثنا، وكذلك مطلوب توعية كل حرفي وحرفية بأخذ هذا المطلب بعين الاعتبار، ولابد من مراجعة كل تصميم لأي عمل حرفي حتى ينتج الهدف المأمول وهو حرف سعودية ذات تصميم سعودي خالص بشكل متكامل. وتؤكد الفنانة بدور السديري أن تواجد الفنون التشكيلية بالتزامن مع عرض للحرف السعودية تضفي نشاطاً وحركة جذب لمهرجان أو مناسبة أخرى للمكان، ولأن الزائر للمنطقة عادة ما يأخذ تذكاراً جميلاً لمنطقة رائعة في بلادنا وبسعر مناسب، فإن ذلك يدعم الاقتصاد السعودي وعلى مدار العام إذا كان مبنياً على الأسس البسيطة والمهمة التي أشرت لها.