التصريحات الإيرانية التي شجب فيها متحدث عن الحكومة الإيرانية (بحدة) تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الأسبوع الماضي، حول الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث هو بحد ذاته استفزاز لا معنى له ليس لدولة الإمارات وحدها بل ولدول الخليج العربية والدول العربية جميعها. وإذا كان وزير الخارجية الإماراتي قد انتقد موقف إيران في الخلاف حول الجزر الثلاث المتنازع عليها بين البلدين، وأكد إن الاحتلال هو نفسه بكل مكان، فهو لم يجافِ الحقيقة، فقد أكد أيضاً «إنه لا يقارن بين إيران وإسرائيل»، لكن ما تراه إيران مجرد «سوء فهم» هو احتلال لأرض عربية، «فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى». ونتفق مع وزير خارجية الإمارات بأن ملف الجزر المحتلة «يشكل عاملا سلبيا في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة لكل مواطني الإمارات.» ولم أدرك سبب الانزعاج الإيراني حول ذكر حقائق واضحة، أو لنقل وجهة نظر دولة تجاه قضية مُتنازع عليها مع دولة أخرى؟ وإذا كان هناك استفزاز فهو في لهجة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الذي حذر ليس فقط المسئولين في الإمارات بل وفي «الدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات». بل وهدد بأن رد إيران في حالة تكرار هكذا تصريحات «سيأتي متناسبا مع تلك التصريحات»؟!. ولا أدري ما إذا كان المتحدث الإيراني يُدرك أبعاد ما يقوله. ففي الوقت الذي يستخدم فيه كلمات «الشقيقة والصديقة» لا يتحرج عن استفزاز هذه الدول ويحذر المسئولين فيها من مغبة التصريح أو أبداء حتى الشعور بالاستياء والألم من استمرار الاحتلال أو لنقل (سوء الفهم) الناتج عن (بقاء) القوات الإيرانية في الجزر الإماراتية التي سيطرت عليها عسكريا منذ العام 1971. ورغم أنني من دعاة التقارب العربي مع إيران فلا أرى أن هذه المواقف تُساعد على بقاء الروح الإيجابية بين الطرفين. وإذا كان المتحدث الإيراني يتحدث عن خطورة استفزاز مشاعر الشعب الإيراني فإنه لا يجب أن يستخف بمشاعر الشعب العربي!.